الجمعة 13 سبتمبر 2024 03:04 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور عادل القليعي يكتب : أف لكم ولما تعبدون.

دكتور عادل القليعى
دكتور عادل القليعى

للوهلة الأولى قد يحدث اندهاش للقارئ الكريم عندما يرى هذا العنوان الذي ظاهره يثير تساؤلات كثيرة في ذهن القارئ ، منها هل توجد عبادة أصنام الآن ، ألم تحررنا العقائد من عبادة الأوثان ، وإقرار العبودية للإله الأعظم ، ما غرض الكاتب من هذا المقال ، وما الأصنام التى سيكتب عنها وما رؤيته وتحليله للموضوع وما مقصده وتوجهه ؟!
نعم هذه تساؤلات مشروعة من حق القراء إثارتها فى عصر سادته الفوضوية والعبثية ، فوضى وعبث وجنون الكتابة غير المسؤولة ، وفوضى السوشيال ميديا وعبثيتها العارمة إلا ما رحم ربي ، وفوضى الألقاب ، فهذه دكتوراة فخرية ، وهذا مفكر ، وآخر أديب وشاعر ، وهذا كاتب مبدع ، وهذا ناقد، وإعلامي إطلاق مسميات على عواهنها ومنح شهادات فخرية لمن يستحق ومن لا يستحق.
الأصنام كثيرة والخشب المسندة ما أكثرها في أيامنا هذه ووجوه التأليه كثيرة
فهناك المؤلهة الطبيعيون الذين ألهوا الطبيعة وعبدوها وارجعوا إليها كل شيئ من ظواهر كونية مختلفة ، بعباراتهم الغبية ، لقد غضبت الطبيعة إذا ما حدثت زلازل وبراكين وعواصف وخلافه ، ثارت علينا الطبيعة ، وهناك الصابئة الذين عبدوا وقدسوا النجوم والكواكب ، وهناك الزرادشتية الذين عبدوا النار ، والهندوكية والهندوسية الذين سجدوا للبقرة وماتوا شهداء البقر ، وهناك من يصنع إلها من النحاس والحديد وإذا ما وقع على الأرض وخارت قواه وكسرت ساقه بادروا بلحمها على الفور (ما لكم كيف تحكمون)، أين عقولكم ، ما الذي طمث عليها.
وهناك ما هو أخطر وأشد ألا وهو من ألهوا البشر وصنعوا لهم تماثيل وعبدوها وسبحوا بحمدها ليلا ونهارا ، ولم يراجعوهم أبدا حتى ولو قالوا لهم إن الشمس ستطلع غدا من المغرب ، انقياد أعمى وتبعية عفنة بغيضة والحجة الواهية ، لا ألا تدري من هذا إنه فلان ، الوزير الفلاني ، الكاتب العلاني ، يا أخي ، أليس هؤلاء بشر يخطئون ويصيبون ، لماذا لا يراجعوا ، إن كانوا محسنين وفكرهم منضبط ترفع لهم القبعة والعكس يقوم هذا الفكر ، لماذا نصنع من أشخاص بعينها آلهة ، ألم نصب تقلدوه ، تترك مقالات لمبدعين حقيقيين وتهمل ويضرب بها عرض الحائط لأنهم كتاب ليسوا من ذوي الحظوة والقبول ، ليسوا من ذوي الواسطة والمحسوبية.
وإذا ما راجعنا هؤلاء ، تجد الرد الواهي حاضرا لأنه كذا وكذا ، (أنت مش عارف مين ده )، السؤال هل بذلك سنتقدم وسنحقق النهضة الحضارية المرجوة ، هل سنعيد لواقعنا الثقافي حيويته وديناميكيته.
هل مواقعنا الإعلامية القومية سواء الصحف أو المجلات أو الإعلام المشاهد تدار بهذا الشكل (نظام الواسطة والمحسوبية والشللية وتقديس الأشخاص)
قديما الناس عبدوا فرعون وقدسوه وألهوه فقال لهم أنا ربكم الأعلى.
ما أريكم إلا ما أرى ، والنتيجة هلك ومن معه من الغاوين.
نحن أبناء القرن الحادي والعشرين ، أصحاب فكر حر مستنير لا ينبغي علينا أن ننقاد انقيادا أعمى ، لابد أن تكون لنا شخصيتنا المستقلة ، لا نعمل عن طريق الوصاية والمحسوبية.
زمن التأليه (تأليه الأشخاص ولى ولن يعود)
حتى الأصنام الصماء قد ينطقوا يوما ويقولوا لنا تحرروا منا، من عبوديتنا وكونوا ذاتكم.
حقا نحن أبناء الفكر الحر لا ولن نعبد الأصنام.
أهيب بكم يا أصحاب الأقلام الحرة ، اصطفوا صفا واحدا ووظفوا أقلامكم لخدمة قضيتنا الرئيسة، ثقافتنا ، قفوا في وجوه المؤلهة الذين للأسف عبدوا بشرا مثلهم لن ينفعوهم ولن يضروهم حرصا منهم على كراسيهم ومناصبهم
لكن( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ).
والله فى القلب غصة منكم ومن أفاعيلكم ، وعلى كل كاتب ومفكر حر مستنير أن يبرأ منكم ، ليس هذا وحسب بل وسنشكوكم إلى الله تعالى.
فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير.

#أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

عادل القليعي مقالات عادل القليعى أف لكم ولما تعبدون الجارديان المصرية