الجمعة 13 سبتمبر 2024 03:56 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودى يكتب : تأثير القوى الكبرى على وسائل التواصل الاجتماعي.. بين حماية الأمن القومي وتقييد الحريات الفردية

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

في عصر المعلومات والاتصالات السريعة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية تؤثر بشكل كبير على تشكيل الرأي العام وتعزيز التواصل بين الأفراد. ومع تزايد دور هذه المنصات في حياتنا اليومية، برزت مسألة التأثيرات التي تمارسها القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل على هذه المنصات، وهو ما يثير تساؤلات حول كيفية توازن هذه الدول بين حماية الأمن القومي والحفاظ على حقوق الحريات الفردية.

والولايات المتحدة الأمريكية ، وبصفتها واحدة من القوى العظمى في العالم، تمتلك قدرة كبيرة على التأثير في كيفية إدارة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تتخذ الحكومة الأمريكية خطوات لتقييد أو تعديل المحتوى الذي يعتبر مهددًا للأمن القومي أو الاستقرار الاجتماعي. وهذه الإجراءات تشمل مراقبة ومراجعة المحتوى على المنصات الاجتماعية واتخاذ خطوات قانونية ضد الحسابات أو الأنشطة التي تُعتبر ضارة. وهذا، بطبيعة الحال، يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه السياسات على حرية التعبير، ويشدد على الحاجة إلى تحقيق توازن بين حماية الأمن وحماية الحقوق الفردية.

من جهة أخرى، تلعب إسرائيل أيضًا دورًا مؤثرًا في إدارة المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، بما يتماشى مع سياساتها وأمنها القومي. قد تشمل هذه الإجراءات الرقابة على المحتوى، والتأثير على الروايات العامة، وإدارة المعلومات التي تُنشر عبر المنصات. وتتخذ إسرائيل خطوات لتحسين الأمن ومواجهة التهديدات المحتملة، ولكن هذا قد يتسبب في قيود على الحريات الفردية ويثير تساؤلات حول نطاق هذه القيود وملاءمتها.

والتحكم في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الدول الكبرى يعكس تداخلًا معقدًا بين المصالح الوطنية والحريات الفردية. بينما تسعى الدول إلى حماية أمنها القومي من التهديدات المحتملة، قد تطرأ قيود على حرية التعبير يمكن أن تؤثر على حقوق الأفراد. ويتطلب هذا الوضع نقاشًا مستمرًا وتقييمًا دقيقًا للتوازن بين حماية الأمن وحماية الحقوق الأساسية، لضمان أن تكون السياسات والقيود مفروضة بشكل عادل ومبرر. وفي النهاية، تبقى القضية محورية في النقاش حول كيفية إدارة وتوجيه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ظل المتغيرات العالمية.