الكاتبة داليا مهنى تكتب : إعاقة لا تعوق
الجارديان المصريةالإعاقة ليست مجرد حالة جسدية أو عقلية تفرض قيودًا على الإنسان، بل هي في كثير من الأحيان مجرد مفهوم اجتماعي يربط بين القدرات المختلفة للفرد وبين التحديات التي يواجهها في حياته اليومية. ومع ذلك، فالحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة قد استطاعوا تحويل إعاقتهم إلى مصدر قوة وتحدٍ يدفعهم لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
يعتقد البعض أن الإعاقة تعني نهاية الطريق وأنها تفرض حدودًا قاسية على أحلام الفرد وآماله. لكن الواقع مليء بقصص لأشخاص تحدوا هذه التصورات السلبية، وحولوا إعاقتهم إلى دافع لتحقيق إنجازات كبيرة في مجالات متعددة. هؤلاء الأشخاص لم يسمحوا للإعاقة بأن تكون حاجزًا أمامهم، بل استخدموها كفرصة لإثبات أن الإنسان قادر على التغلب على أصعب الظروف.
و مما لا شك فيه أن العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة يظهرون قدرات استثنائية في مجالات مختلفة، سواء كانت رياضية، فنية، علمية أو حتى في الحياة اليومية. هذا يرجع إلى الإرادة الصلبة والإصرار على تحقيق النجاح رغم الصعوبات. من خلال التدريب المستمر وتطوير مهاراتهم، يستطيعون تجاوز كل العقبات التي تعترض طريقهم، ويثبتون أن الإعاقة ليست عائقًا أمام الطموح
و لا يمكن تجاهل دور المجتمع في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة في مسيرتهم نحو النجاح. فالدعم العائلي والاجتماعي، إلى جانب التسهيلات القانونية والتعليمية، يلعب دورًا كبيرًا في تمكينهم من تحويل إعاقتهم إلى تحدٍ إيجابي. المبادرات المجتمعية والمؤسساتية التي تركز على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع تعتبر من أبرز العوامل التي تسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتمكنهم من تحقيق أهدافهم
هناك العديد من الأمثلة لأشخاص ذوي إعاقة حققوا نجاحات كبيرة. على سبيل المثال، نجد الرياضيين الذين فازوا بميداليات، والفنانين الذين أبدعوا رغم إعاقتهم، والعلماء الذين ساهموا في تطوير مجالاتهم. كل هذه القصص تلهمنا وتذكرنا بأن الإعاقة ليست نهاية المطاف، بل هي بداية لتحديات جديدة يمكن أن تؤدي إلى إنجازات عظيمة.
فالإعاقة ليست عائقًا أمام الإنسان إذا ما اقترنت بالإرادة والتصميم. هي فرصة لإثبات قوة الروح وقدرة الإنسان على التعايش مع الظروف الصعبة وتحويلها إلى فرص للتقدم والنجاح. علينا أن ندرك أن كل إنسان قادر على تحقيق ما يصبو إليه، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهه. والأهم من ذلك، أن نعمل معًا كأفراد ومجتمعات لدعم وتمكين هؤلاء الأفراد ليكونوا جزءًا فعالًا ومنتجًا في المجتمع.