الكاتبة داليا مهنى تكتب : إعاقة القلب
الجارديان المصريةيوجد بعض الناس ممن لديهم إعاقات، استطاعوا تحويل تلك الإعاقات إلى جسور للعبور نحو مستقبل مشرق.
فمثلًا، أصحاب الإعاقة الحركية استطاعوا أن يصبحوا أبطالًا في السباحة، وأصحاب الإعاقة البصرية تميزوا في مجال الرسم، وأصحاب الإعاقة الذهنية تحولوا إلى لاعبي كرة سلة.
فكل الإعاقات يمكن أن تتحول إلى تحدٍّ وقوة تدفع صاحبها للأمام وتجعله بطلًا، إلا إعاقة واحدة تشد صاحبها للخلف، وتجرده من كل الأحاسيس والمشاعر الطيبة، وتجعله عاجزًا عن الإحساس بآلام غيره، ألا وهي إعاقة القلب.
فهذه الإعاقة لديها القدرة على تحويل الإنسان إلى كائن آخر، جماد يفتقد لكل معاني الحب.
فمعاق القلب هو المتنمر.
التنمر هو سلوك غير مقبول يعبر عن الاعتداء الجسدي أو النفسي على الأفراد، ويشكل مشكلة كبيرة في مختلف البيئات الاجتماعية، بما في ذلك المدارس والأماكن العامة. واحدة من أشد صور التنمر تأثيرًا هي تلك التي تستهدف الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ يتعرضون للتمييز والإساءة بسبب إعاقاتهم، مما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم ويؤثر على جودة حياتهم.
يتعرض أصحاب الهمم لأنواع عديدة من التنمر مثل:
التنمر اللفظي: يتضمن استخدام الألفاظ الجارحة والإهانات الموجهة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. هذه التعليقات يمكن أن تكون مؤذية وتسبب شعورًا بالإهانة والقلق.
التنمر الاجتماعي: يتمثل في عزل الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة عن المجتمع أو تجاهلهم. هذا النوع من التنمر يمكن أن يؤدي إلى شعورهم بالوحدة والانعزال.
التنمر الإلكتروني: يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل النصية، حيث يمكن أن يتعرض الأفراد ذوو الاحتياجات الخاصة للإهانة والسخرية عبر الإنترنت.
ولعل السبب في التنمر على أصحاب الهمم هو الجهل وعدم فهم الآخرين لاحتياجات وحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يؤدي إلى تصرفات غير لائقة.
لذلك، من المهم توعية المجتمع حول هذا النوع من السلوك غير المقبول وتعليم الأطفال والبالغين على احترام وتقدير التنوع البشري. كما يجب توفير الدعم والمساعدة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ليتمكنوا من التعبير عن أنفسهم والدفاع عن حقوقهم.