محمد فوزى يكتب : مقومات بناء الإنسان
الجارديان المصريةاؤمن دائما أن نجاح الأسرة فى بناء الإنسان مرهون بتوفير طاقة من المحبة والاحتواء ومقدار كبير من الدفء يشعر الفرد بالأمان ويوفر له مقومات اكتساب الخبرات القيمية التى يتلقاها فى مقتبل عمره على مدار الساعة، وهنا نتحدث عن العلاقة بين الفرد ووالديه على وجه الخصوص والتى يتوجب أن تقوم على التواصل المستدام الذى يوقظ الضمير ويشكل فى لبنته المعايير التى ينبغى أن يتمسك بها الإنسان ويسير على نهجها؛ كى ينال رضا الأسرة والمجتمع قاطبة.
وبغض النظر عن التباين بين الأسر فى متغيرات قد يكون منها ثقافية أو اجتماعية أو عقدية أو اقتصادية؛ إلا أن الأمر الجامع يقوم على المتغير القيمي؛ فهو اللبنة الرئيسة للبناء والذى لا يقبل تفاوتًا أو تبيانًا بين أنماط الأسر؛ فالمعيار ثابت لا يقبل التجزيل أو المغايرة من مكان لمكان ومن زامن لآخر ومن أسرة لأخرى؛ فهذا أمر يضمن استقرار المجتمعات ويضمن تكافلها وترابطها ولا نغالى إذا ما نقلنا ضمانة بقائها بين الأمم؛ فبنسق قيمى راسخ موحد تستطيع أن تنهض مجتمعاتنا الصغيرة المتمثلة فى الأسرة ببناء إنسان طموح يشارك فى تحقيق غايات الوطن.
ومكمن الخطورة يتضح فى صعوبة حماية الأسرة للنسق القيمي؛ بما قد يتسبب فى إحداث تآكل فى العلاقات بين أطرافها ومكونها؛ فتصبح خاضعة لتحديات قد تكون ثقافية، أو رقمية، أو اجتماعية، أو تغييرات جارفة جراء ثورات متتالية أفرزتها فئات غيرت من نسقها القيمى وتحاول أن تهيمن على العالم عبر فرض ثقافتها التى تقوم على المادية البحتة والبرجماتية أو النفعية المقيتة؛ حيث إن بناء الإنسان من وجهة نظرها قائم على ما يمتلكه من قدرات تحقق النفع بغض النظر عن صورة العلاقات مع الآخرين؛ فليست محل اهتمام أو رعاية.