دكتور رضا محمد طه يكتب : الإكتشاف المبكر للأمراض المنقولة بالغذاء
الجارديان المصريةالأطعمة الطازجة أو التي لم تتعرض للحرارة المرتفعة وكذلك المياه تحتوي على اعداد كبيرة من الكائنات الدقيقة والتي غالبيتها من أنواع البكتريا، وعند تناولها يتخلص الجسم معظمها عن طريق العصارة المعدية وغيرها من وسائل الجسم الدفاعية ، لذا فإن الحرص على الغسيل الجيد للأطعمة والطهي الجيد له وكذلك تحري مصدره والأشخاص الذين يقومون بإعداده وينطبق ذلك النهج في تجنب التلوث علي مياه الشرب بما يجعل منها وسائل وقائية لتجنب الأمراض المنقولة بالغذاء او الماء.
أحد الطرق الهامة في الإكتشاف المبكر للأمراض المنقولة بالغذاء هو مراقبة مياه الصرف الصحي ، وهذا ما تناولته دراسة جديدة نشرت 19 سبتمبر الحالي في مجلة الاحياء الدقيقة السريرية ، علما بأن ذلك النهج متبع منذ اربعينيات القرن الماضي حيث نجح العلماء في مراقبة فيروس شلل الأطفال ، كما أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية أنشأ في 2020 نظاماً لمراقبة مياه الصرف الصحي لسرعة تشخيص الامراض الفيروسية وخاصة كورونا SARS-CoV2 .
أشارت نتائج الدراسة إلي اكتشاف بكتريا السالمونيلا المعوية في عينات من محطتين لمعالجة مياه الصرف الصحي في وسط بنسلفانيا ، وتعتبر بكتريا السالمونيلا غير التيفية هي سبب شائع لالتهاب المعدة والأمعاء في جميع أنحاء العالم ، لذلك فإن مراقبة مياه الصرف الصحي واختبار عينات منها تعد أداة مفيدة لتقييم وتعزيز الإكتشاف المبكر للأمراض المنقولة بالغذاء وإنذار مبكر لتفشي المرض المحتمل وحتي لو لم تظهر علي المرضى أية أعراض.
عن طريق التشخيص والكشف الدقيق بالتسلسل للجينوم نجح فريق البحث في التعرف على 43 عزلة من السالمونيلا في عينات مياه الصرف الصحي ، 20% منها نوع نادر يسمي بايلدون Baildon والتي تم التأكد من تفشيها في فترة خمس سنوات لذا فإن مراقبة مياه الصرف الصحي تعد وسيلة إنذار مبكر لتفشي الأمراض المنقولة بالغذاء ونهج استباقي يجعل مسؤولي الصحة قادرين علي سرعة تتبع مصدر الطعام الملوث بما يترتب عليه تقليل اعداد المتضررين.