دكتور رضا محمد طه يكتب : روشتة فعالة للإقلاع عن التدخين

لا شك أن الاقلاع عن التدخين يعود بفوائد صحية كبيرة بغض النظر عن العمر أو كمية أو مدة تدخين الشخص ، وليس بجديد قول أن التدخين هو السبب الرئيسي للأمراض والوفيات ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يتسبب التدخين ما يقرب من نصف مليون حالة وفاة سنوياً إضافة إلى تأثيره سلباً على الصحة العامة للمدخنين والمعرضين للتدخين السلبي والتدخين الغير مباشر ، من أجل ذلك يسعي العلماء لإيجاد سبل للإقلاع عن التدخين والوقاية من الأمراض المترتبة عليه.
في دراسة مرجعية جديدة نشرت مؤخرا في مجلة الإدمان Addiction أبرز خلالها الباحثون ثلاثة استراتيجيات عند اتباعها تساعد في الإقلاع عن التدخين ويمكن كذلك دمجها بسهولة مع العلاجات السلوكية بما يجعلها أكثر فعالية في تحقيق الأهداف المرجوة منها. أشارت نتائج الأبحاث إلي أن السجائر الإلكترونية التي تحتوي على بدائل النيكوتين مثل الفارينيكلين وهو قرص فموي والسيتزين والمعروف باسم سيتيسينيكلين وهو قرص فموي نباتي حققت نجاحاً متزايدا في الإقلاع عن التدخين ، كما أن البوبروبيون والعلاج وبدائل النيكوتين والاستشارة السلوكية تعد جميعا استراتيجيات فعالة للإقلاع عن التدخين حيث ترتبط بمستقبلات تستجيب للنيكوتين وتساعد في أعراض انسحاب النيكوتين ومنع التعزيز الناتج عن النيكوتين عند التدخين. كما أن البوبروبيون وهو من مضادات الاكتئاب يساعد في الإقلاع عن التدخين بصورة كبيرة.
لاحظ الباحثون كذلك أن العلكة سريعة المفعول والحبوب والبخاخات التي تحتوي بدائل النيكوتين جنباً إلى جنب مع اللصقات الجلدية كانت أكثر فعالية من العلاج ببدائل النيكوتين ، كما أن العلاج السلوكي يزيد من معدلات الإقلاع بعد 6 أشهر على الأقل ، كما أفاد الباحثون أن الاستشارة والأدوية المجانية للإقلاع عن التدخين والمواد القرائية المصممة خصيصاً ترتبط بزيادة الاقلاع عن التدخين ، هذا ولم يبدو أن تقديم ملاحظات المخاطر الطبية الحيوية يؤثر على معدلات الإقلاع.
من حيث الأضرار الناجمة عن التدخين كشفت الدراسة عن وجود ارتباطات بين الإقلاع عن التدخين وانخفاض خطر الأحداث القلبية الوعائية الكبرى والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية حيث يسفر الإقلاع عن التدخين استعادة الخلايا البطانية والصفائح الدموية لوظيفتها ، فضلا عن تحسن في أعراض الكثير من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر وسرعة الانفعال.