د.كمال يونس يكتب : احنا آسفين ياسعد زغلول ..حلمنا غلط
الجارديان المصريةلم يكن غريبا أن تنطلق الألسنة بالمباركة والتمجيد والمدح لكبيرهم الذي أستذلهم حين جمع المناصب كلها في يديه ،وقد صارت مقابلتهم إياه أصعب من مقابلة رئيس جمهورية ، لكثرة أسفاره ومشغولياته ، للتراكم الأوراق على مكاتبه لتعدد مناصبه ،يعلم الجميع أنه سبب رئيس في تدهور أحوال وبيئة عملهم ،وقلوبهم وكل جوارحهم تلهث بالدعاء ألا يجدد له ، وان يستريحوا من طلته ، ولكن تم التجديد فأخفوا القلل والأزيار التي أعدت ليوم رحيله المتلهف عليه من قبلهم ، وانطلقت التبريكات من جوقة المنتفعين احتفالا باستمراره على كرسي استفاد بوجوده عليه ما أمكنه ، وأسس عمله الخاص بعقود احتكار قدرات لتابعية المتميزين ، وها هو يزهو بتمدد سلطانه وسلطاته المطلقة التي فاقت سلطات رؤسائه حتى أنهم أوكلوها إليه ،فالرؤساء يتغيرون وهو القابع في مكانه ، مما يؤكد على حالة العقم الآداري وهكذا يتمكن اليأس من القلوب بعد أن تبخرت أمنياتهم سدى في حلم التغيير ،حتى أنهم لايجدون ولا يعرفون لمن يشتكون حالهم ، وباتوا على قناعة من حكمة الزعيم سعد زغلول ومقولته الشهيرة ..مفيش فايدة .