الأربعاء 9 أكتوبر 2024 03:21 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : الصدفية..... أمل في علاج جديد

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

الصدفية مرض جلدي مزمن وموهن في بعض الأحيان ، يصيب 2-3% من سكان العالم وتظهر على الجلد بقع حمراء متقشرة مسببة إزعاج جسدي للمريض وضيقا عاطفياً مما يؤثر سلباً بعمق على جودة الحياة والتي تتغير حيث يواجه المريض مرضا مشوها محتملاً مدي الحياة . تنتقل الصدفية في العائلات علي الرغم من الاعتقادات بأن البيئة وعوامل مثل الوزن والإلتهابات والتدخين هي أيضاً عوامل محفزة للمرض. لا يوجد حالياً علاج فعال للصدفية بالرغم من وجود العديد من العلاجات المتمثلة في الكريمات الموضعية والعلاج بالضوء والأدوية الفموية ، جميعها تساعد في إبقاء الأعراض تحت السيطرة ، لذا ومنذ وقت يسعي العلماء لاكتشاف السبب الجذري للمرض من أجل تطوير علاجات تستهدف المسارات المناعية التي تحفز تطور المرض علي امل التوصل لعلاج يستأصل المرض ويقضي عليه من أساسه.

دراسة جديدة أجراها باحثون من مركز الابتكار العلاجي ومركز الهندسة الحيوية والتكنولوجا الطبية جامعة باث في المملكة المتحدة ونشرت مؤخراً في نيتشر كوميونيكاشن Nature Communication ركز فريق البحث علي هرمون الهيبسيدين على أنه سبب الصدفية حيث أنه المسؤول عن تنظيم مستويات الحديد في الجسم عند الثدييات ومن ثم يسعي العلماء إلي تطوير عقاقير جديدة تستطيع ايقاف عمل هذا الهرمون ، سوف يستفيد من ذلك مرضى الصدفية البثرية وهو أحد صور الصدفية شديد الخطورة حيث يؤثر على اظافر المريض ومفاصله وجلده مما سوف يعزز بشكل كبير جودة الحياة عند مرضى الصدفية ويعيد لهم ثقتهم ورفاهيتهم.

إضافة لنقل الأكسجين عبر نظام الدورة الدموية في الجسم ، يساعد الحديد أيضاً في وظائف خلوية عديدة أخرى أساسية، منها التئام الجروح وإنتاج الكولاجين وتعزيز المناعة إذا ما كان الحديد في الجسم بالكمية المناسبة ، لكن إذا زاد وأصبح فائضا بالجلد سوف يضر الجلد حيث يضخم تأثيرات ضارة لأشعة الشمس فوق البنفسجية مما يترتب عليه أمراضاً مزمنة بسبب نمو الخلايا الزائد ومنها مرض الصدفية ، ولأن هرمون الهيبسيدين مسؤول عن التحكم في كمية الحديد الممتصة من الطعام وإطلاقها في الجسم لاحقاً ، ومعروف أن إنتاج هذا الهرمون للأشخاص الاصحاء يتم في الكبد ، لكن بالنسبة لمرضى الصدفية يتم إنتاجه في الجلد وعند زيادته يحفز على تكاثر خلايا الجلد وخلايا مناعية هي النيوتروفيل بالطبقة العليا مسببة الالتهابات وأعراض الصدفية الأخري. لذلك فإن العلاج الجديد سوف يقدم الأمل في استهداف وإصلاح الخلل الهرموني لمرضي الصدفية ومن ثم سوف يعالج المرض من جذوره.