الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : ... أشغال شاقة..بلا تعليم !
الجارديان المصريةأظهرت التجربة العملية فى الأداء الدراسى أن لوائح التعليم الجديدة فاشلة بجدارة، وهى ضغط وعبء على الطلاب ومجهدة للمدرسين ومضيعة للوقت، دون أى تعليم، مع مناهج تحتاج وقتا أطول للدراسة بالمدرسة والمنزل، ، فالأولاد خاصة فى الابتدائى يستهلكون معظم الوقت فى النقل من السبورة وتضيع الحصة، فالمدارس بلا أى إمكانات، والحصة تنتهى دون شرح أو استفادة، والمدرس شغال فى طاحونة بلا راحة من أول طابور الصباح حتى خروج الطلاب، وفى كل حصة يرصد الغياب، ويتابع كراسة الطالب والواجب وكتابة الدرس، وتصحيح واجب اليوم السابق، ثم يعطى النشاط على الدرس بالكتاب ويصححه وينفذ النشاط، لا يوجد له وقت فى كل حصة فى جدول كامل مهما فعل، والحقيقة أن العملية التعليمية أصبحت شكليات فقط دون تعليم أو إفادة حقيقية للأولاد، يقابلها مشكلة كبر سن جميع المعلمين فوق 50 سنة والارهاق المضاعف فى عمل مستحيل ، والنتيجة أن المدرس لا يتمكن من الشرح، يصرخ فى الأولاد طوال النهار لنقل الدرس والأداء المنزلى بنماذج الوزاره الفاشلة، وتدريبات الكتاب الكثيرة، والمهام الأدائية، ثم التقييم الأسبوعي فى 3 نماذج مختلفة فى كل فصل وتصحيحها، ثم امتحان الشهر. وتصحيحه ورصد درجاته، لتسليمه لإدارة المدرسة ..هلك صحة بلا مقابل، ولعل حالات الوفاة الكثيرة بين المعلمين فى الأسبوع الأول للدراسة إنذار من الإرهاق والعذاب كل يوم دراسى. فضلا عن الاجتماعات كل اسبوع، وورش عمل وتدريبات باستمرار، وإسناد مبادرة "بداية" المطروحة حاليا، يلتزم المدرس بالتصوير مع الأولاد رافعين صور المبادرة والرئيس، ليثبتوا أنهم معها ودعم الوطنية ويعلقونها فى الفصول، كيف ينفذ المعلم والطالب كل ذلك؟! نفس المشكلة يعانيها أولياء الأمور فى متابعة واجبات أبنائهم ويطالبون بالإكتفاء بالامتحانات الشهرية فقط، ويمكن للوزارة وضع تطبيقاتها الجديدة من العام القادم فى خطة قابلة للتطبيق مع تدريب المعلمين فى دروس الكتاب. وفى اليوم الدراسى الطويل بمدرسة الفترة الواحدة الحصة 50 دقيقة ويخرج الطالب 3 عصرا ويصل منزله 5مساء فمتى يذاكر بعد هذا التعذيب؟! أما طالب الفترتين فالحصة أقل من 40 دقيقة، فارق كبير بينهما فى الأداء والتلقى ..فالوزارة تحتاج إعادة النظر فورا فى برنامجها الذى ثبت فشله عمليا .. ولايمكن تنفيذه مع الشرح ..إلا إنجازات على الورق فقط.