الأربعاء 9 أكتوبر 2024 02:55 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : مستحضرات التجميل تحتوي مواد سامة تغزو المخ

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

المواد البلاستيكية الدقيقة منتشرة بشكل متزايد في حياة البشر ، فهي تتواجد في الهواء وفي مياه الشرب وفي الغذاء ومن خلال الحاويات البلاستيكية التي يستخدمها الناس في حفظ الأطعمة أو تغليفها ، وتتحرر تلك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة من أكياس البلاستيك من خلال التسخين وخاصة في الميكروويف، لكن موضوع المقال يركز علي مخاطرها في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية التي تترك على البشرة مثل واقيات الشمس ومرطبات البشرة ومعقمات اليدين ومزيلات العرق وأحمر الشفاه وجميعها تحتوي جزيئات بلاستيكية دقيقة وهو البحث الذي أجراه علماء في جامعة برمنجهام، الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في مستحضرات التجميل مآلها في محطات معالجة مياه الصرف الصحي أو مكبات النفايات ومن ثم تصل إلى البيئات المائية.
علي الرغم من تعرض الجلد واسع النطاق للميكروبلاستيك من خلال منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل ، لكن المخاطر الصحية التي تسببها قليل ما تم بحثها مقارنة بمنتجات الشطف مثل مقشرات الوجه ومعجون الأسنان وغيرها لأسباب اقتصادية للشركات المنتجة، وكذلك وكما يذكر فريق البحث بأن التقصير راجعاً إلي التصور العام الذي تدفعه إعلانات الصناعة. ومن المنظور الصحي فإن منتجات الأظافر والتجميل ومنتجات الشفاه والمكياجات عموما وعند وضعها على الجلد يتم امتصاصها وابتلاع مرطبات الشفاه ، ويمكن للجزيئات البلاستيكية الدقيقة في تلك المنتجات أن تتسرب للجسم من خلال بصيلات الشعر وقنوات العرق ، وتنتقل عبر عدة مناطق في جسم الإنسان مثل مجري الدم والقولون حيث تم رصدها في أنسجة بشرية مختلفة مسببة مشاكل صحية خطيرة إذا ما تراكمت بكميات كبيرة.
اكتشف الباحثون وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في بصيلات الشم في الدماغ البشرية بناءً على تحليل قاموا به لعدد 15 شخصاً متوفي ، كانوا مصابين بأمراض التنكس العصبي ، ونشرت نتائج الدراسة مؤخرا في مجلة JAMA Network Open ، تدخل جزيئات البلاستيك الدقيقة عبر المسار الشمي من الخلايا العصبية في الأنف إلي الدماغ مسببة اضطرابات عصبية متعلقة بالدماغ مثل الخرف والزهايمر وإعاقة النمو في الدماغ.
المبالغة في استخدام مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة وغيرها في مجتمعاتنا لا تحتاج إلى تدليل، فقط ومن خلال المبالغ الكبيرة التي تطلبها الميك آب ارتيست من العرائس تعكس ذلك بل إن تحديد موعد الزفاف قد يحدده وقت الميك آب ارتيست وجدولها في المواعيد، الكم الكبير الذي تضعه النساء في وجوههن من تلك المنتجات قد يحيلهن في بعض الأحيان الي مسوخ بأكثر من جميلات لأنه في حالات كثيرة وعندما يغمر الوجه بها يطغي على جمالهن الطبيعي ، هذا فضلاً عن التكلفة المالية فإنها كذلك تضر بالصحة وخاصة الدماغ.