الخميس 23 يناير 2025 12:54 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

جمال قرين يكتب للجارديان: الضرب فى الميت حرام

الكاتب الكبير جمال قرين
الكاتب الكبير جمال قرين

جمال قرين يكتب للجارديان: الضرب فى الميت حرام

المتأمل فى وجوه المصريين اليوم، ليس فى مدينة القاهرة فحسب، ولكن فى عموم الجمهورية، من أسوان للسلوم، يشعر بعدم رضاء المواطن عن الأوضاع الاجتماعية والمعيشية الصعبة التى تكاد تعصف بكل شىء جميل فى حياتهم، لذا على النظام والحكومة مسئولية وطنية، تجاه هذا الشعب بحكم الدستور والقانون، وهى السعى حثيثا لإخراجه من هذه الحالة النفسية السيئة، التى أصبح يعاني منها معظم المصريين،

والسبب الوحيد هو الغلاء المتوحش مع قلة الأجور، وهذه معادلة صعبة جدا وتحتاج إلى ضبط، بحيث يتماهى ارتفاع السلع مع زيادة فى الأجور، سواء معاشات، مكافٱت، بدل صحفيين، موظفين، كما تفعل دول كثيرة حولنا، تقوم بزيادة المرتبات أولا، قبل أن تعلن عن ارتفاع أى سلعة، عشان المواطن يقدر يعيش مستور الحال، ولا أقول فى رفاهية، هكذا يقول العقل والمنطق والسياسة أيضا، أما مايحدث فى بلادى ليس له تفسير واحد، سوى أن الدولة تريد تعذيب مواطنيها، ولا أبالغ إذا قلت تشريدهم، حيث يصبحون عرضة لزيارة المصحات النفسية من حين لٱخر بسبب ظروفهم المعيشية السيئة، وبالتالى يؤدى هذا إلى تفكيك المجتمع وتفسخه، وبذلك تصبح فكرة الانتماء والدعوة للاصطفاف لامعنى لها، أمام حالة السخط والغضب الشعب اليومى نتيجة هذا الغلاء المرعب، والذى لايرحم أبدا.

لذا ينبغى لصانع القرار اليوم وليس غدا أن يتخذ عدة إجراءات، أهمها تخفيض الأسعار وإيجاد ٱلية حاسمة وسريعة وفعالة لضبط الأسواق، وتغليظ العقوبة على التجار المخالفين، ثانيا زيادة المرتبات لهذه الفئات ( بدل الصحفيين، المعاشات، الموظفين) زيادة معقولة، تقدر تستفيد منها هذه الشرائح المطحونة، وضمان عدم زيادة أسعار المحروقات لمدة سنة كاملة، نفسى أحس أن النظام والحكومة فى خدمة الشعب كما ينص الدستور والقانون فى معظم بلاد العالم المتقدمة وليس العكس، بصراحة وضع الناس المعيشى فى المحروسة أصبح خطيرا ولايسر عدو ولاحبيب وينذر بكارثة، وإذا استمرت الأحوال بهذا الشكل، ممكن ده يبقى خطر داهم على أمن وسلامة مصر، التى نعشق ترابها ونيلها، وكل شىء جميل فيها،

فلاتجعلوا المصريين يكفرون بمفهوم الوطنية والانتماء لهذا البلد العزيز علينا جميعا، لذا ينبغى أن نطور من أدواتنا وأفكارنا دوما، ونضع الرجل المناسب فى المكان المناسب، وتكون الكفاءة وحسن الخلق هى المعيار الوحيد، حتى تتبوأ مصر المكانة اللائقة بها داخليا وخارجيا، فالأمم الجائعة لاتستطيع أن تفكر وتبدع.

إن الاستثمار فى البشر أقصر طريق إلى الولوج لساحات الحضارة والمدنية والتقدم، ولا ضير أن يواكب ذلك بناء الحجر الذى هو جزء مهم فى بناء البشر أيضا، وخلق مدن ٱدمية يشعر من خلالها المواطن بالأمن والأمان والراحة طبعا، إذن ننتظر من النظام والحكومة الكثير فى الأسابيع القادمة، خاصة مايتعلق بزيادة الأجور وخفض الأسعار، لأجل صالح المواطن، الذى تحمل أعباء كثيرة وفوق طاقته، خلال العشر سنوات الماضية، ولم يعد يستطيع التحمل أكثر من هذا، والإجراء الٱخر والمهم، الذى ينبغى أن يتخذه صانع القرار، هو رفض أى إملاءات جديدة من صندوق النقد الدولى، والمؤسسات العالمية المالية المانحة، ومنعها من عدم التدخل فى شئوننا الاجتماعية والاقتصادية الداخلية، لأنه إهانة للشعب المصرى العظيم، وفى حال استمرت الحكومة فى سياسة حلب جيوب المصريين بزيادات جديدة فى أسعار المحروقات، والسلع الغذائية، فإن ذلك لن يضير المصريين فى شىء، لأنه كما قالت والدة عبد الله بن الزبير "لايضير الشاة سلخها بعد ذبحها"، لأن الضرب فى الميت حرام !