د. بهاء درويش يكتب : عد إلينا يا كبيرنا،، عد إلينا في رثاء حسن حنفي
الجارديان المصريةاستوحشت الدنيا فأضحى الكبراء والخبراء يغادرونها
ولكنك يا حنفي لست كبيرا أو خبيراً،، أنت الكبير والخبير
حين يغادرنا الأناس العاديون نحزن عليهم لفترة -- ثم تمضي الحياة
ولكن الأمر يختلف مع كبرائنا
أما معك يا حنفي،،، فالجلل يعظم
إذ برحيلك انكشف الظهر،،، وكنت لنا على الدوام الظهر الحامي
عد إلينا يا سيدي عد إلينا، فظهري العاري محتاج لغطاء
البرد والظلم والأزمات تضغط على ظهري
وظهري العاري في حاجة لرداء
والأشرار لا يضربون إلا من الظهر
ولو أتوني من الأمام لربما عرفت كيف أتعامل معهم
ولكن خستهم تختار الظهر،،، والظهر- برحيلك يا حنفي- عار
محتاج لغطاء،، محتاج لرداء،،،محتاج لكبير
------------
في لحظات الانتشاء بالنفس تمنت النفس أن تجسد الحكمة فيلجأ إليها الآخرون
ولكن بعد الاستغفار سريعاً من وسوستها
لم تستطع النفس أن تتخيل ألا يكون الخبير بيننا
هل اطمأنت النفس لقرارات تخصها حتى تتخذ قرارات غيرها؟؟
عد إلينا يا سيدي عد إلينا
في وجودك كانت قراراتنا جريئة متسرعة غير مدروسة،، يحميها الظهر إذا ما مالت
وأنانيتنا أبت إلا أن نتركك وحدك في الميدان ونحارب نحن طواحين الهواء
عد إلينا يا خبيرنا عد إلينا
ستظل أزماتنا تحتاجك
سنفتقد النوم الهاديء لغيابك
نعدك ألا نتركك وحدك،، ولكن..عد إلينا
-------------
تركناك وحدك تقاوم التراثيين،، والحداثيين، والمستغربين والمستشرقين
واكتفينا بالتصفيق لك، والاعجاب بك، والزهو بالتصوير معك
نعدك أن نكمل مسيرتك،، علماً وإنسانية
ولكننا لسنا حنفي،، فلا تلومنا
إذا لم نجيد ما كنت تجيده،
أن نتقدم للأمام وندفع الآخرين للأمام
أن نفكر وندفع الآخرين للتفكير
أن نُثوِّر وندعو لتثوير العقيدة
أن نجمع وندعو للم شمل الفكر العربي
فنحن لسنا حسن حنفي
-----------
طبت يا حنفي حياً وميتاً
أحببتك وستظل حبيباً أثيراً
ولن تنتهي هنا حواراتنا
----------------