دكتورة مريم بوعلى تكتب :التطبيقات الإلكترونية الجديدة ومخاطرها على مجتمعنا العربي
الجارديان المصريةلقد توحدت الأمم والدول وأصبح العالم قرية صغيرة خاصة بعد ظهور الشبكة العنكبوتية التي مكنت الافراد اليوم من سرعة التواصل وتوفير الخدمات المالية ودفع الفواتير ، كما أصبحت وسيلة للحصول على المعارف والمعطيات عن طريق محركات البحث المرتبطة بمصادر المعلومات التي لا حدود لها ، غير أن هذه الثورة المعلوماتية ضربت قيمة الكتب والمجلات الورقية ، وجعلت القراءة والمطالعة وأحياء الكتب في مأزق كبير جدا ، حيث اضحى الغبار في كل جانب من أروقة المكتبات الفردية والجماعية ، التي عوضها أصحابها بالمكتبات الإلكترونية التي يراها العديد سهلة الولوج لكل المعلومات ، وبطريقة سريعة في الوقت وميسرة جدا ، ولقد أصبحت هذه المواقع الجديدة مصدر شغف وتشويق للشباب مما يغنيه عن الكتب والمجلات الورقية ، لقد أصبحت اليوم الأسر العربية تعتمد على التطبيقات الجديدة للترويج للمعرفة ، وللتظاهرات الفنية والثقافية والموروث الغذائي ، وهذا أمر محمودا جدا اذا ما قارناه باعتماد البعض هذه المواقع كوسائل لخرق القيم الاجتماعية والاخلاقية وهدم الأسر ، كما أن العديد من المحتويات كما ابرزت ذلك العديد من البحوث في هذا المجال أنها اصبحت تبث خطاب الكراهية ، وتعرض بعض الفئات للاستغلال ، وكما تولد اهتزاز الثقة بالنفس ويوصل البعض لحالات الإدمان الشديد الذي يؤثر سلبا على النمو الجسدي والتوازن الذهني للبعض من المراهقين ، كما أصبحت هذه التطبيقات أيضا مضيعة للوقت بحيث تخلق مشاكل في الوسط الأسري ، وتساهم في انخفاض التحصيل الدراسي ، ختاما من المهم أن نواكب التطورات التكنولوجية المتواصلة وأهمها الذكاء الاصطناعي ، وهذه الثورة المعرفية والتكنولوجية لكن مهم أيضا مراقبة الفئات العمرية الصغرى من قبل المختصين لا من الأسر نفسها فقط ، وأخذ كل ماهو ايجابي مثلا كنشر المعارف والطاقة الإيجابية والموروث الثقافي والغذائي ، ودون سقوط في السلبية ونشر محتويات تتنافى مع كل ماهو ثقافي وأخلاقي وديني واجتماعي .