شحاته زكريا يكتب : الدبلوماسية التكنولوجية .. جسر السلام في عالم متغير


الدبلوماسية التكنولوجية أصبحت مفهوما حديثا يحمل بين طياته آمالا وتحديات في آن واحد. في عالمنا الذي يتطور بوتيرة سريعة بات من الواضح أن التكنولوجيا تجاوزت دورها كأداة للابتكار العلمي أو التقدم الاقتصادي ، لتصبح لغة جديدة تجمع الدول على طاولة الحوار. لم تعد القوة العسكرية وحدها هي المحرك الأساسي للعلاقات الدولية فاليوم أصبحت الدول تتنافس على التفوق في مجالات التكنولوجيا المتقدمة ، كالذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وتعتبره نوعا جديدا من النفوذ الدولي.
التكنولوجيا إذا استُغلت بشكل صحيح قد تكون جسرا للتواصل والتفاهم بين الأمم تتجاوز به الحواجز السياسية والعقبات الاقتصادية. فبدلا من أن تكون التكنولوجيا ساحة جديدة للصراعات يمكن أن تتحول إلى منصة للتعاون، وسيلة لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية، مثل التغير المناخي والأوبئة العالمية. هنا يأتي دور "الدبلوماسية التكنولوجية" التي تفتح المجال للدول للاستفادة من الابتكارات بشكل يعزز الأمن والسلام العالميين.
لكن الطريق نحو تحقيق دبلوماسية تكنولوجية فعّالة ليس خاليا من العقبات. فالتنافس الشديد بين الدول، وسعي بعضها للاحتفاظ بتفوق تكنولوجي على حساب الأخرى قد يعطل أي محاولات صادقة للتعاون. هناك مخاوف حقيقية من أن تصبح التكنولوجيا أداة جديدة للهيمنة بدلا من وسيلة لتحقيق الرخاء المشترك. إلا أن الأمل يكمن في أن تجد الدول توازنا بين الطموح الوطني والمسؤولية العالمية ، بما يمكنها من تسخير التكنولوجيا لخدمة مصالح الشعوب جمعاء.
في خضم هذا العصر المتغير تأتي التكنولوجيا كوسيلة لتحقيق التقدم وأداة لتوحيد الجهود. يعتمد مستقبل البشرية على قدرتنا على تجاوز الصراعات واستغلال التكنولوجيا كقوة للخير ليصبح الحوار حول الابتكارات العلمية والتكنولوجية خطوة نحو بناء عالم أكثر استقرارا وتعاونا وليس ميدانا جديدًا للصراعات.