دكتور رضا محمد طه يكتب ; إختبر عمرك البيولوجي بالوقوف علي ساق واحدة نصف دقيقة


العمر الزمني يقاس بعدد السنوات والعمر البيولوجي هو يعكس الحالة الصحية ومدي كفاءة عمل أجهزة الجسم وحيويتها، لذا فقد يكون العمر الزمني للشخص فيما دون الخمسين وعمره البيولوجي يعكس شيخوخة عصبية وعضلية مبكرة تجعل والعكس صحيح ، أن يتجاوز الشخص الستين عاماً وعمره البيولوجي شباباً ويمارس حياته في حيوية ونشاط مثل الشباب يستطيع الحركة والمشي الطبيعي نظرا لحفاظه علي قوته العصبية والعضلية، ويعود ذلك لأتباع نمط الحياة والعادات الصحية.
دراسة جديدة أجراها علماء في مايو كلينك روتشستر مينيسوتا ونشرت مؤخرا في مجلة PLOS One وكشفت نتائجها عن أن قدرة الشخص على التوازن في وضع الوقوف على ساق واحدة هي مؤشر موثوق للشيخوخة العصبية العضلية لدي الرجال والنساء ، حيث تتطلب تلك الوضعية مدخلات حسية متعددة وتحكما عصبياً عضليا وقوة عضلية ومن ثم الوقوف على ساق واحدة يتأثر بتسارع التدهور في الصحة.
اضافة لاختبار القدرات على الوقوف نصف دقيقة علي ساق واحدة أجري الباحثون سلسلة من القياسات الأخري بما في ذلك قوة القبضة (الطرف العلوي) والركبة (الطرف السفلي) علي الجانب المهيمن وحساب القدرة على حفظ التوازن أثناء الحركة أي هامش الاستقرار الديناميكي.
جاءت النتائج تشير إلى أن قوة القبضة وقوة الركبة أعلي لدى الرجال منها لدى النساء وانخفض بمعدل 3.7% لكل عقد من الزمن يعاش لكلا الجنسين ، وتساووا في المشي والاستقرار الديناميكي ، وزادت الحركة أثناء الوقوف علي قدمين (خلل في التوازن ) مع التقدم في السن بنسبة 6.3% لكل عقد ، كما انخفضت المدة التي يمكن للشخص أن يقف فيها علي ساق واحدة مع التقدم في العمر لكلا الجنسين بمعدل 2.2% ثانية لكل عقد.
مع التقدم في السن يبدأ الجسم في الخضوع باستمرار للتآكل والتلف بشكل غير مثماثل مع قدرة قدرة الجسم على التعويض ، من أجل ذلك خلق الله للإنسان الكثير من الأعضاء مزودة بالتكرار ، حتي إذا تعطل أحدهما عن العمل بشكل جيد يمكن للأجزاء الأخرى تعويض هذا النقص لذلك يظل الجسم محتفظ بقدرته على أداء مهامه، مثل الساقين ، وعندما تحرم ساق واحدة من دعم الجسم كما هو الحال عند الوقوف على ساق واحدة فقد لا تتمكن الساق الضعيفة من تعويض هذا النقص أو الدعم ومن ثم يقاس قوة الجسم وحيويته البيولوجية والقدرة علي التوازن ، حيث أن فقدان التوازن والذي يحدث للذين تبلع أعمارهم 65 عاماً أو أكثر له تداعيات مثل السقوط وكسور العظام وإصابات أخري ، لذا ينصح الباحثون باتباع برنامج جيدة في العلاج الطبيعي لتقوية الساقين والجذع وتخفيف الضغط على الأعصاب القادمة من الظهر إلي الساقين وهذا يجعل الجسم يحتفظ بالتوازن الجيد وقوة عضلية والمشي دون مساعدة بما يصب في رفاهية المسنين واستقلاليتهم.