ايهاب وهبي يكتب : فساد استدلال واولويات التخلي
الجارديان المصريةالكثير من الناس في مجتمعاتنا العربيه الهزيله وليس الاغلب من يتعاملون مع قضاياهم الحياتيه وقضايا أبنائهم بمنهج علمي سواء تربوي او اجتماعي او اقتصادي وربما يعيش هذا الانسان حياته كلها بنفس النمط ونفس الوتيره تحت مظلة التواكل..سيبها علي الله.. ربك عنده حسن التدبير ... الانسان بايده ايه يعمله والخ الخ... فمرادفات ومقولات التكاسل كثر تتخفي وراء باب ظاهره الرحمه وباطنه العذاب . لامجال او مجرد فكره ان اتحدث هنا عن قدرة الله حشا وكلا ان يكون عقلي في شك وريبه هكذا فقدرته سبحانه وتعالي يقينا وتسليما ليس لها حدود ولكن هذه القدره له وحده سبحانه وتعالية يقررها في زمان ومكان ارادته هو وحده وبرغم قدرته فقد خلقك ايها الإنسان وأعطاك قدرات كثيره اهمها العقل لتستخدمه وتقرر وليس لكي تستكين وتتكل فرقيك وتقدمك نحو طريق صحيح رهين عملك المدروس لقدراتك . وعملك رهين قدراتك وخبراتك وعلمك .
وعلي قدر علمك تستطيع ولكن شريطة استدلالت سليمه مدروسه لعلم ومنهج وطريق وضعه الله لك مكتوب عليك أن تستعين بتلك القدرات وتطورها وتطوعها لخدمة حياتك ورغباتك وليس العكس . الاكثر والادهي أيها الإنسان ابتعادك أكثر من ذالك ومحاولتك تطويع الكتب السماويه المهداه لتكون دليلك لهواك ورغباتك الدنيه .كل ذالك اذا كان ضرره عليك وحدك فهو كارثه اجتماعيه مؤكده اذا تكررت نماذجها ،ولكن الأمر يزداد كارثيه بأن يصل البعض الي مراتب ومناصب دنيويه عاليه تقود أمم بنفس الفكر ونفس الوتيره ،تاره يلتحف بالدين وتاره بفهلوه المتعلم الوحيد في عليتهم اويرتكن ويتكيء علي نظرية السلطه الابويه المقدسه البلهاء التي لا تخطيء ،وهكذا تسير الأمم الي ما لا يحمد عقباه لتظل مجتمعات واحلام وآمال شعوب حبيسه فكر فاسد في استدلاله ليصل بنتائج كارثيه مؤذيه للعباد واجيال تعاني ويشيب شبابها مبكرا . لنعود ونقول مفيش فايده.. ونصل علي يد اشباه الدارسين لعلوم الدين لطريق ..ليس لها من دون الله كاشفه ..
هنا لا استطيع ان اصف القاءم علي الأمر بانه فاسد ولكن اتلطف لاقول ان لديه فساد في الاستدلال وبعيدا عن التربيه والثقافه والعلم ومدي احقيته لهذا المنصب فالأمر هنا لا يعنيني. إنما ما أعنيه هو ان كل طريق اتخذت خطواته ما كان يجب أن يأخذ الا بعد دراسه واقعيه لحال امه وظروف معيشه صعبه وتعليم متدني وبعد عن كل ما هو علمي.وكل ما هو منطقي ومقنع ومدروس لتكون النتيجه مقبوله وناجحه . فكارثة بلداننا العربيه ليست فساد رئيس او حاكم وإنما استدلال فاسد انحرف عن واقع وخلق واقع اخر يعيشة وحده بخياله المنقوص بعيدا كل البعد عن أمنيات وآمال شعوب ارتضت اجبارا وقداعياها الفقر والجهل وانهكها فكر أولويات التخلي .. في زمن اصبح فيه رفاهية العقل والفكر تعدي عالي حقوق الجهل والاستبداد.