الأحد 8 ديسمبر 2024 08:54 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : الاستقالة كشفت الأزمة المصرية !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

كشفت استقالة مديرة منطقة آثار الإمام الشافعي رانيا الشيوى، الأزمة الحقيقية. احتجاجا على استمرار جرائم هدم الآثار والتراث المصرى الفريد في المنطقة، ورفضها أعمال الهدم الجارية في المقابر، مع استياء عام فى قطاع الآثار الإسلامية، واستمرار إزالة الجبانات التاريخية لشرق القاهرة، والتي بدأت فى عام 2019 بإزالات واسعة للقرافة الشرقية أو صحراء المماليك بمسمى شق محور الفردوس، ثم امتدت إلى مقابر السيدة نفيسة ومقابر الإمام الشافعي المعروفة بالقرافة الصغرى. بأن المسئول عن إبادة التراث هيئة رسمية فى الدولة تدير أعمال الهدم، دون الرجوع لمتخصصين، وتتجاهل نداءات الخبراء والوطنيين، ودون حساب، وهروب وزارة الأثار من المواجهة تحت شعار: أن المكان غير مسجل أثر، مع أنها جميعا آثار حتى لولم تسجل، لمرور مائة عام على إقامتها وفق القانون، أو بادعاء أن المبنى ليس مستوف للشروط، فلا حماية للآثار أوالاعتناء بها وإبرازها بالمتعارف عليه محليا ودوليا.
بل إن الآثار اتهمت وزارة الإسكان بحذف عشرات المباني من قوائم المباني الأثرية قبل أيام من الهدم، مما يعد جريمة تاريخية عمدية، بل امتدت عمليات الهدم وإلإزالة لمبان ومنشآت ذات طرز معمارية مميزة وقيم تراثية خاصة، وإحلال مبان وأعمال مشوهة محلها، فالهيئة الرسمية لاترجع لأي مؤسسة متخصصة فى الدولة..حتى إن لجنة الآثار قدمت توصياتها في أغسطس 2023، وأكدت على عدم هدم المقابر التاريخية أو نقلها إلى ما يسمى بمقابر الخالدين، ولكن الهيئة الرسمية واصلت بشكل منفرد أعمال الهدم في سبتمبر 2023، فقدم أعضاء اللجنة استقالاتهم.. والواقعة تهدد الدولة المصرية في العمق، لأنه لا يصح أن تنفرد هيئة بعمل دون علم، مع المستوى الفني الرديء للأعمال التى تنفذها، بينما تركز على البهرجة والمبالغة في الإنفاق، مع إزالة كل ما يقابلها من أشجار ومساحات خضراء ومبان تراثية وطرز معمارية فريدة. الهيئة تنفذ المشروعات بشكل رديء للأسف، ويكفى ماتعرضت له القاهرة الجميلة من تشويه لا يغتفر بنشر الكبارى والأبنية غير المطلوبة والمفزعة، قتلت جمال العاصمة بجهل منقطع النظير، مع خلوها من الجماليات لتطال حتى آثارا تاريخها تعدى ألف عام ولن تعوض.. لذلك مع نقص النظرة الفنية والإنسانية، أتمنى الانتباه لضرورة تقرير منهج للفنون والجماليات لطلاب كليات الهندسة، لأن الحس الانسانى أساس البناء وما كان يحدث مثل ذلك العبث الذى لا يغتفر ..أتمنى أن تجد كلماتى هذه استجابة لدى كبار مسئولى الدولة, فالأمر كارثة كبرى للوطن لن تمحى بمرور الزمن، ليسجل التاريخ أنكم أهدرتم قيمة وتراث هذا البلد..حتى بالصمت والتجاهل ...!