طارق محمد حسين يكتب : محو الأمية وقضايا المجتمع
الجارديان المصريةالحمد لله الذي أنزل الكتاب الكريم وهو القائل : ( أقرأ بسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق) وهو القائل : ( إنا أنزلناه قرأنا عربيا لعلكم تعقلون )، وقد عرفت اللغة بأنها اصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ، وقد عرفها ابن خلدون بأنها ملكة في اللسان وكذا الخط صناعة ملكتها في اليد ، إن اللغة هي الوسيلة التي يتم بواسطتها نقل الفكر والثقافة بين الأجيال والمجتمعات علي مر العصور ، لذا فإن تعلم اللغة يتيح للفرد ان يطلع علي الثقافات المكتوبة بهذه اللغة قديمة وحديثة ، ان تعلم ودراسة اللغة العربية واجب علي كل مسلم فهي لغة القرأن الكريم والحديث النبوي، وان حفظ اللغة العربية هو حفظ للقرآن الكريم والسنة ، ومن هنا يمكن القول ان محو امية المواطن العربي الذي لم تتح له فرصة التعليم بالمدرسة في السن المبكرة مسالة في غاية الأهمية وقضية أمن قومي ، فتعلم اللغة الأم يساعد الفرد والمجتمع علي تنمية مهارات إدارة الأعمال والاستثمار وزيادة المعلومات الحديثة ، تلك التي تساعد على الاستثمار الجيد للوقت في أنشطة واعمال مفيدة ، إن محو امية المواطن العربي يساعده على الاطلاع على تجارب الامم الأخري في العلوم والآداب والاجتماعيات والفلك وخلافه ، وأن تعلم اللغة يتيح للفرد الاطلاع على المعلومات الصحيحة والوصول إلى الحقائق بنفسه ، فلا يقع فريسة للشائعات والمغالطات والمعلومات القديمة والمتوارثة ، إن الفرد الذي يجيد لغته على الأقل هو القادر على المشاركة المفيدة في بناء الوطن ملم بقضايا الوطن و تحدياته مساهما في بنائه قادر علي التعامل مع ضغوطات العمل والحياة ، إن محو امية الكبار ليس فقط إجادة القراءة والكتابة فقط بل يجب أن يكتسب الفرد الخبرة الكافية للتفاعل مع مستجدات المجتمع والعالم من متغيرات ، قادر علي التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة في الأعمال ، والقدرة علي تمييز ما ينشر علي وسائل التواصل الحديثة من حيث الصدق والكذب ، وبما يتيح تشكيل وعي قومي سليم في ظل حروب التضليل والتشكيك وإشعال الفتن والحروب الداخلية التي تمارسها جهات مغرضة ، الحروب التي للأسف التهمت عدة بلدان عربية عزيزة نتيجة لوقوع الشعوب في شراك الحروب الداخلية نتيجة لغياب الوعي وانتشار الامية السياسية والثقافية ، اننا كما ننادي بمحو امية القراءة والكتابة لابد من محو امية المواطن الثقافية والسياسة والاجتماعية .