الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب..الأيديولوجية القومية والشرق الأوسط الجديد كما تحلم به إسرائيل


نظراً لعمق مفهوم الأيديولوجية القومية كونه يمثل عملية إجتماعية وسياسية فى المقام الأول ، فإن تحليله ومجابهته تكون مسئولية النخب السياسية والثقافية الأكثر دلالة ووعى بطبيعة هذه المصطلحات ، فإذا نظرنا وأمعنا النظر من حولنا نجد أن معظم الدول الإستعمارية هى وليدة تلك المصطلحات ، فقد آن الأوان لتصحيح الإعتقاد الخاطئ بأن الدول والحكومات التى تدعى الديمقراطية بأنها ليست ديمقراطية إلا وفقاً لأفكارها التى تؤمن بها وطبقا للميثاق الإجتماعي الذى نسجته برأيها عبر البناء التاريخي لهويتها الأيديولوجية والقومية ، وذلك بشكل تغطى به مصالحها السياسية والاقتصادية فى المقام الأول والأخير ، ولعل أبرز مثال حى على إندماج الأيديولوجية بالقومية هى كل من (إسرائيل) و(الولايات المتحدة الأمريكية) فكلا الدولتين يعبر عن أيديولوجية قومية مفادها أن الأمة اليهودية هي التى يجب أن تحكم العالم وألا تغفل عنها الشمس أبدا شاء من شاء وأبى من أبى ، وكلاهما يؤمن بالأفكار التوسعية الإستيطانية ونسج من الديمقراطية خيوط عزلتها حول شعوب الدول العربية الطامعين ثرواتها وفي أراضيها .
فى النهاية :-
إن الأحداث الجارية كشفت عن الوجه الحقيقي لكلا الدولتين ومدى إستخدامهما لمصطلح الديمقراطية كى توهم الشعوب العربية بها رغم أن كلاهما لا يعرف عن مبادئها أى شئ ، وكشفت أن ما يحكمهما هى الأيديولوجية القومية القائمة على النزعة الدينية والرغبة التوسعية ، أما عن القومية العربية فلقد غابت عنها الشمس فالأمة العربية الأن تائه مابين أمجاد الماضى وحسرتها عليه ومابين تداعى الأمم عليها كما تداعت الأكلة إلى قصعتها .