محمد الشافعى يكتب: سوريا .. مابين الشرعية والشرع


تاهت سوريا وفقدت الشرعية بعد دخول الشرع دمشق ، فهو سيناريو محبوك من قبل أعداء الشرق الأوسط والأمة العربية لقد لعبوا أعداء الأمة العربية منذ القرن التاسع عشر بأوراق عدة ولا يزالوا يلعبون بتلك الأوراق بمسميات مختلفة ، ولاتزال الشعوب تتجرع مشاهدة سيناريوهات الغرب
وبعد المشاهدة تضيع الأرض ، وتتقسم الأوطان وتضل الشعوب ، وعندما يخرج الأبطال الوطنيون من ليكشفوا تلك السيناريوهات المعدة لفيلم هابط تأخذ ثماره الصهيونية العالمية ، ولقد اتضحت تلك الألاعيب والمخططات منذ أو وطأت مصر أقدام جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده وحسين رشيد رضا وتلميذهم النجيب حسن البنا منشأ جماعة الأخوان المسلمين التى ولدت فى أحضان بريطانيا العظمى ولا زالت تقبع فى لندن تحت الحماية الملكية البريطانية .
** سيناريوهات الغرب بدأت مع الحملة الفرنسية ومن بعدها حملة فريزر ، ثم أجلسوا عائلة محمد على على حكم مصر ، ولما تخطى حدود السيناريو ودوره المرسوم تخلصوا منه ثم احتلوا مصر قلب الشرق الأوسط واستعانوا بدولة الفرس " ايران " والمحتل الأسبق الدولة العثمانية ممثلة فى " تركيا " كل هذا من أجل الوليد الجديد فى المنطقة " اسرائيل " التى تمثل الصهيونية العالمية ، وكان مخططهم هو الدخول من بوابة العقيدة الدينية ، فكان جمال الدين الأفغانى الإيرانى الأصل ليقبع فى الأزهر وعندما اختلف مع المحتل الانجليزى " بريطانيا العظمى التى لا يغيب عنها الشمس طردوه خارج مصر ، واستعانوا بتلميذه محمد عبده صاحب الأصول الكردية الذى احبط الثورة العرابية حين قال ( ان الخروج على ولى الأمر ، كأنه خروج عن الدين ) وكان ولى الأمر وقتذاك المحتل الإنجليزى الذى حمى الخديو ى توفيق من عائلة محمد على ، وقد سيطر محمد عبده على الأزهر تحت شعار " الإصلاح " وكان من تلاميذه النجباء الذى تولى بعده حسين رشيد رضا السورى الأصل الذى خلف بعده صاحب الأصول المغربية " حسن ابراهيم الساعاتى الذى أعطته بريطانيا لقب ( البنا ) لينشىء جماعة الاخوان المسلمين بعيدا عن الأزهر وعلماؤه الذين وقفوا أمام كل مخططات المستعمر الانجليزى ، فلابد وأن يكون هناك بديل لذلك وهو تكوين جماعة ( تسمى الاخوان المسلمين ) التى تغيرت مسمياتها فى بلدان العرب مثل
( القاعدة ) تارة ( الجماعات الاسلامية ) تارة أخرى ثم ( داعش ) و( النصرة ) ... الخ وأخيرا بعد فشلهم الذريع أصبح مسماهم الجديد ( المعارضة الإسلامية ) كالذى يحدث بسوريا المخطوفة من قبل أحمد الشرع قائد المعارضة الاسلامية الذى اعتلى السلطة فى سوريا وهو الاخوانى الطالبانى القاعدى وهى جماعات مصنفة عالميا " كمنظمات وجماعات إرهابية " ، لكن وطبقا للسيناريو والمخطط الكبير على العرب والشرق الأوسط ، رحبت به أمريكا وأوروبا وسكتت روسيا والصين ، ولكن العرب ودول الشرق الأوسط مازالوا فى مقاعد المشاهدين عما يحدث فى بلادهم منذ القرن التاسع عشر وحتى القرن الواحد والعشرون .
ضاعت العراق وليبيا واليمن والصومال والسودان بحجج الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان كأن ما يحدث من دمار وخراب وقتل الآن للانسان والأرض والعرض يحقق حقوق الانسان وحريات الشعوب
سوريا اصبحت على طريق الشرع وضاعت منها الشرعية فلا رئيس يحكمها ولا مجالس نيابية ولا حكومة ولا جيش ولا شرطة إلا جماعة سميت بالمعارضة الإسلامية ، وما أكثر مسميات المستعمر الذى يدخل أراضى العرب من خلاله ليستغل ثرواتها ، ويقسم أوطانها ويهب الصهاينة أراضى العرب .
وندعو الله أن يحمى مصرنا بشعبها وجيشها وقادتها وأن يكون لنا قوة الردع لأى مستغل أو طامع فى مصر .