د.كمال يونس يكتب: مد و جزر

محدود الموهبة لم يصعد سلم أحلامه لكن اجتازها طائرا محلقا غير مبال بنوعية الوسيلة لايبحث حتى عن مبرر لها ، فاختلطت أعماله خيرها وسيئها حتى لنفس الأشخاص مما أصابهم بحيرة وأربك حكمهم عليه ،موقعا إياهم في انفصام شديد لرؤيتهم له ،وقد دانت وتزخرفت له دنياه وتزينت أبهى زينتها ، وهذا مادفعه للصعود الواهم لمزيد من دركات سلم أحلامه ،فجأة أفاق وأدرك أن أحلامه حدث لها جزر فجائي ،ليفاجأ بجحود ونكران وتوالى نوبات الجزر الفجائية العنيفة ليقف على شاطىء أمانيه بعد أن انفض عنه تابعوه ، بث شكواه في حسرة فهو السابح في بحر هواه ،ولم ينظر إلى الظلم الذي تسببت فيه مخططاته العمدية لتحطيم الأحلام ،وتجفيف منابع الرزق بحصار خانق ما أمكنه عن أناس ما بين معارض له ،وآخر ممن لم يستخف هو دمه ،وأغدق على أتباعه أو قل عبيده ما أمكنه ضمانا لولائهم الهش ، لكن بين الفينة والفينة كان لابد أن يلدغهم لدغة حرمان حتى يفيقوا ويعلموا أن عطاءه لهم ليس سوى منة منه،استخف بدلاديله فأطاعوه ،وكانوا أول من انقلب عليه إذ نفثت صدورهم حمما من غضبهم منه ونقمتهم عليه ،حاول التماسك ولكن دموعه قهرته فتفجرت على خديه كالحمم ، أما الذين ظلمهم لم يشمتوا فيه ،بل رددوا فعلا القدر يبدع في تصفية الحسابات ،ودامت لمين ، وجلس بركن قصي وحيدا مذموما مدحورا .