الجمعة 28 مارس 2025 08:10 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب: أهلا رمضان!!

الكاتب الكبير إسماعيل أبو الهيثم
الكاتب الكبير إسماعيل أبو الهيثم

الليلة ينادي منادي الإيمان : ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أدبر ، فقد أظلكم طلوع نجم افتقده المتلمسون لتكرر مواسم الخير منذ إحدى عشر شهر مضت.
لسان حال المنادي يقول ؛ احمدوا الله إن كنتم ممن شهدوا
ذلك الموسم ، موسم تسكب فيه عبرات الخشية والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى تلمسا لتنزل البركات ورغبة في إقالة العثرات.
نعم يقبل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام وقد مرت على الأمة الإسلامية والعربية ، بل والدولية أحداث جسام تهدد بجتثاث جزء هام وفاعل من الجسد العربي لتحويلها إلي منتجع للفسق والتعصب !!

أحداث تناثرت علي المسامع من متعجرف ابتلي العالم به، يريد جزء من كل دولة حسب المزاج وطبقا لما يحويه الجزء المستهدف من ثروات !!

تصريحات قلبت الموازين والأعراف وازدادت معها التحديات ومازالت توابعها تحاك وتنسج بخيوط تتعاقب تعاقب الليل والنهار ، ولكن هلال شهر رمضان المعظم يشيء بكل إطلالة له بنصر لأمة توطنت فيه ميادين النصر علي جل الأزمات والنكبات !!

رمضان فرصة عظيمة وسانحة كريمة لمراجعة كل الإختلالات التي تصيدت نفوس مسؤولة فجعلتها تبعزق وتبدد أموال المسلمين علي شلة موتورة، فصبغة الأمة بالسفه ، وطمعت المتربصين فينا ، حتي أنهم أعلنوها واضحة : يجب أن تتحمل الدول العربية دفع ثمن دفاعنا عنهم . اي دفاع تقصد يا ضعيف !؟

حقا : في الليلة الظلماء يفتقد البدر ، ففي ظل هذه العتمة الدولية التي تلبد سماء العالم بضبابية مخيفة ، الأمر الذي يزيد من أهمية استثمار رمضان هذا العام للرجوع إلي الله
لالهامنا الصواب والمساعدة ، كما أنه فرصة للاصطفاف الكبير خلف الصالح العام وخلف الثوابت الوطنية ، وخلف القيادات التي طالما شككنا فيها ، وأثبتت الأيام جدارتها الفائقة في التصدي للأزمات بثبات وقوة وفهم .

إن المستظل بظلال شهر رمضان يجب أن يستشعر عظمة الزمان باعتباره موسم طاعة وأجور مضاعفة وفرص خير متعددة .
ففي شهر رمضان تجتمع خصال الخير والمكارم وتبسط روح المحبة والوئام ، وتصفد مرة الشياطين وتجدد عرى الإيمان ، إلى غيرذلك من البواعث التي تدعو المؤمن إلى خوض غمار مسابقة ربانية تبدأ من غروب الجمعة مقررها الضامن للنجاح و الإجتياز هو كتاب الله سبحانه وتعالى ، تلاوة وتدبرا .

رمضان ذلك الظرف الزماني المقدس الذي اختاره الله تعالى لعباده لطفا بهم ، فهو الذي يرضى لهم الإيمان والطاعة ولا يرضي لهم الكفر والعصيان .
شهر من وفقه الله لصيامه وقيامه رزق التقوى وهي أغلى ما يحرص عليه المؤمنون ، لأن التقوى هي رأس مال المؤمنين وهي أساس الفلاح في الدنيا والآخرة، فبالتقوى تكون السعادة وبها يكون الأمن وبها ينمو الحب وتزداد المودة وبها يكون الرضا وبها يكتب الله النصر للمؤمنين ويعدهم بالتمكين ثم بها يكون موعدهم الجنة والرضوان : " تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا " (سورة مريم ٦٣ ).

فلنجعل رمضان ميدان تنافس وسباق وميدان جهاد وإصلاح ميدان توبة وإخبات وميدان صدق وإخلاص ، من أجل أن نحدث نقلة نوعية تمكننا من الإستفادة من هذه المدرسة العملية.

لابد لكل مؤمن يريد النجاح ، أن يرسم برنامجاً عمليا طوال الشهر الكريم تتحدد معالمه الكبرى في تحقيق الإرتباط بالمسجد كوسيلة فاعلة لزيادة الإيمان ، و زيادة الإرتباط بالقرآن الكريم تلاوة وتدبرا ، والمحافظة على قيام الليل والإكثار من الاستغفار ، والإقبال على الله ومعايشة حقيقة العبادات.
يجب علي من شهد الشهر : التواصل مع المجتمع و الحرص على إشاعة روح الأخوة والمحبة في الله بين الناس.
و تعميق الروابط الأسرية وصلة الأرحام والتواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

هيا إلي الاغتسال من أضرار واوساخ علقت بالنفوس فجثمت علي الصدور واثقلت الأرواح ، هيا للتهيئ النفسي بالإستعداد والتوبة والتوكل والعزيمة على التغيير للأحسن والأفضل.

يا طالبي الخيرات هلموا إلي موائد الله ، ففيها الخير العميم ، أغلقوا مدن الأحقاد ،اطرقوا أبواب الرحمة والمودة، ارحموا القريب وودوا البعيد، وازرعوا المساحات البيضاء في حناياكم، وتخلصوا من المساحات السوداء في دواخلكم.

جاهدوا أنفسكم قدر استطاعتكم، اغسلوا قلوبكم قبل اجسادكم ، نظفوا ألسنتكم قبل أسنانكم ، سارعوا للخيرات وتجنبوا الحرام، واخفوا ما تتصدقوا به ، وامتنعوا عن الغيبة كي لا تفطروا على لحوم إخوانكم أمواتا !!

اللهم بلغنا رمضان وبارك لِنا فيه، وارزقنا التوبة النصوحة، وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.اجعله اللهم يصلح ما أفسدته شهور العام في أرواحنا المثقلة،

اللهم اجْعَلْ صِيامنا فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ وَقِيامنا فيِهِ قِيامَ القائِمينَ، وَنَبِّهْنا فيهِ عَن نَوْمَةِ الغافِلينَ، واجعلنا اللهم فيه من المستغفرين وتقبل منا صيامه وقيامه يارحمن يارحيم .