دكتور رضا محمد طه يكتب : في طريقه لجعل أمريكا مكروهة أكثر... إنه ترامب


"جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى make America great again " واختصارا MAGA ، كان شعار دونالد ترامب ومؤيديه خلال فترة ترشحه لانتخابات الرئاسة ، لكن سلوكياته وقراراته بعدما فاز بمقعد الرئاسة وحتي يومنا هذا أكبر الظن أنها ستجعل امريكا مكروهة أكثر make America hate more واختصارا MAHM لأن سياساته أثارت وتثير جدلا واسعا في العالم أجمع كما أن لها أثر سلبي كبير على الولايات المتحدة الأمريكية قبل بلدان العالم سواء على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
آخر قراراته المليئة بالعجرفة والعنجهية هي تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعدما حدث من مشادة وتبادل اللوم بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة الفائتة وكان ترامب هو الأكثر نزقا وصلفا وغطرسة وكلامه يستبطن أن لم يكن جهراً بالمقولة الشهيرة للخديو توفيق للزعيم احمد عرابي "أنتم عبيد احساننا "، حيث طالبه بأن يكون أكثر امتنانا للولايات المتحدة الأمريكية، في هذا السياق وبالتأكيد سوف يحظى ترامب بالكراهية من الشعب الأوكراني والشعوب الأوربية و المتعاطفين مع أوكرانيا. لا أظن أن ترامب في قراره تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا بسبب نزوعه الإنساني نحو السلام وانما هو نزوع انتقامي نحو زيلينسكي ويريد اذلاله والتخلص منه عن طريق دق اسفين بينه وبين شعبه والاتحاد الأوروبي.
كان ترامب قد اتخذ قرارات مجحفة بوقف المساعدات الأمريكية للمنظمات الدولية التي تختص بفقراء العالم ناهيك عن التعريفات والرسوم الجمركية على بلدان كثيرة في العالم بعضها حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، كما فرض قيود على الهجرة ودخول أمريكا بل تعهد بترحيلات جماعية لبعض ممن يعيشون في امريكا ، ليس هذا فحسب وانما أعطي الضوء الأخضر لاغني رجل في العالم وهو ايلون ماسك وشجعه علي تسريح آلاف الموظفين في الحكومة الفيدرالية، وكذلك يسعي لإغلاق وكالات راسخة أسسها الكونجرس الأمريكي، انا قراراته الأكثر عبثاً وفجاجة ووقاحة هي احتلاله غزة وضم كندا والاستحواذ علي جرينلاند وقناة بنما، بالتأكيد كل ذلك سوف يجعل العالم أكثر كراهية للولايات المتحدة الأمريكية وخاصة فقراء والمرضى والمحتاجين للقاحات والعلاج مثل مرضى نقص المناعة المكتسب ايدز حيث يعتمدون في معظم تلك الحالات علي ما تقدمه الولايات المتحدة من مساعدات.
صرح الخبراء والمهتمين بقضية تغيير المناخ والانبعاثات والاحتباس الحراري بأن عودة ترامب للبيت الأبيض ضربة قوية وكارثية علي الجهود المبذولة في هذا الأمر ، وذلك لأن ترامب يرفض فكرة أو حقيقة أن المناخ يتعرض للتغيير علي نحو سوف تكون له عواقب وخيمة على البشر والحياة علي الارض ، ومعروف أن الاعتراف بتغيير المناخ يتطلب من الدول الأكبر اقصادا مثل أمريكا والصين أن تقلل من كمية الانبعاثات وتقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري حيث يرون أن ذلك سيؤثر سلبا على اقتصادهم إذا ما اعتمدوا على بدائل للطاقة والتي تعرف بالطاقة الخضراء صديقة للبيئة ومنها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، لكن ترامب يصف هذه البدائل بالاحتيال.
الأكثر مدعاة للاستغراب أن تأتي كل تلك القرارات وخاصة اللا إنسانية منها من شخص ملياردير مثل ترامب المفروض أنه بالمعني البلدي "شبعان " ومن المفترض أن يكون أكثر عطفاً وكرما مع الآخرين وليس من رئيس أكبر دولة في الإقتصاد والقوة مثل الولايات المتحدة الأمريكية حيث يبدو رئيسها اكثر جشعا وانانية وعنصرية وفاشية بهدف جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى ، لكن ذلك سوف يجعلها مكروهة أكثر وقد يؤدي بها إلي فقدان مكانتها علي قمة الهرم الدولي بسبب قراراته الهيمايونية.