الجمعة 28 مارس 2025 04:08 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : آفة بعض الإعلاميين.... الاستقطاب والرعونة في الاتهامات

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

يقول تعالى "كل يوم هو في شأن " وهناك مقولة لاحد الفلاسفة اليونانيين وهي "إنك لا تعبر النهر مرتين " والمقصود من الآية الكريمة وكذلك مقولة الفيلسوف أن الأحداث في والاحوال في تبديل وتغيير ، ولا شيء يبقي على حاله أبد الدهر ولا يتغير أو دائم الا الله جل جلاله، لكن هذا المعني اوالمفهوم لم يعمل به أو حتي يصدقه البعض جهلا أو تعمدا لأغراض اواهواء شخصية وغيرها.
كثيرة هي الأحداث التي وضعت بعض الإعلاميين في حرج وخجل (إذا كانوا يخجلون) وخاصة من يتصدرون الفضائيات ببرامج معروفة أو ممولة من بعض الجهات ، تتمثل الأحداث في تغيير سياسات البلاد في ما بينها لأسباب عديدة ، علي سبيل المثال لا الحصر ، تبني بعض هؤلاء الإعلاميين الهجوم على قطر والجزيرة هجوماً بل شتائم طالت شخص الأمير وعائلته، وعندما عادت العلاقات تبني نفس هؤلاء الإعلاميين المديح وتغيرت لهجتهم الحادة المتطرفة نحو كلام علي النقيض مما قيل في السابق حيث كانوا كثيرا ما يزايدون بأكثر مما كانت تقبله الجهة التي يعملون من خلالها، تكررت تلك الأفعال مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وغيره من أفراد من دول اخرى او حتي مواطنين مصريين كانت لهم آراء بخصوص سياسات النظام والحكومة ولم يكونوا موفقين فيها، ولما تبين لهم خطأهم عادوا إلى صوابهم وتم العفو عنهم.
في هذا السياق فإن ما يحدث حتى يومنا هذا من استقطاب حاد وهجوم ودفاع بخصوص إعلان النادي الأهلي والذي يتوسطه لاعب نادي الاهلي السابق محمد أبو تريكة ، والذي قوبل بوابل من الهجوم الحاد عليه وعلي النادي من بعض الإعلاميين مثيري الجدل باعتبار ذلك سقطة كبيرة للنادي ، ووصل الأمر إلي أن بعضهم هدد بالتحول الي تشجيع نادي آخر غير الأهلي، وآخرون استضافوا بعض مشاهير الفن وغيرهم تضامنا مع رأيهم الهجومي ضد أبو تريكة ، متهمين إياه بالارهابي وغيرها من الاتهامات المعلبة والكليشيهات الجاهزة للادانة ، ورغم أنني لست كرويا ولا اتعصب لنادي ما أو لاعب ما لكنني أحترم رأي الآخر في حدود ما تقتضيه مصلحة الوطن ، ولست بشأن تبرئة أو إدانة أحد ، لكنني ااسف ويحزنني ما يحدث من استقطاب ورعونة عن جهل وغباء من البعض وإحتكار ما يعرف بصكوك الوطنية ونزع الوطنية ممن لا يتماشى مع أهوائهم وقد يستغلها آخرون فرصة سانحة لتصفية الحسابات أو تدبيرا للمكائد أو غلا وغيرة، والاكثر مدعاة للحزن هو تبني البعض أسلوب فرش الملاءات واستخدام مصطلحات وكلام لا يتماشى مع بلدنا ذات الحضارة العريقة والتي تجعل صورتنا واخلاقنا علي المحك وقد يتخذها آخرون كي للتأكيد على مدي ما وصلت إليه التعاملات والسلوكيات من تدني وانحطاط في ما بيننا نحن المصريين.