الجمعة 28 مارس 2025 08:47 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودى يكتب منع المساعدات عن غزة.. جريمة ضد الإنسانية تتجدد بوحشية الاحتلال

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

أدان وزير الأوقاف، الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، بأشد العبارات قرار الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرًا ذلك جريمة ضد الإنسانية وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يواجه الشعب الفلسطيني ظروفًا كارثية نتيجة هذا الحصار الظالم. وأكد الوزير أن حرمان الأبرياء من الغذاء والدواء يتنافى مع المبادئ الأساسية للشرائع السماوية ويخالف المواثيق الدولية التي تكفل حماية المدنيين في أوقات الأزمات والصراعات.

وشدد الدكتور أسامة الأزهري على أن استمرار فرض القيود على دخول المساعدات يضاعف معاناة النساء والأطفال وكبار السن، محذرًا من خطورة التهاون مع هذه الجرائم التي تهدد حياة آلاف الأبرياء. وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتحرك الفوري للضغط على سلطات الاحتلال لضمان التدفق السريع والآمن للمساعدات إلى غزة، مشددًا على أن الصمت تجاه هذه الانتهاكات يمثل تواطؤًا غير مباشر ضد القيم الإنسانية والأخلاقية.

وأضاف وزير الأوقاف أن الشعب الفلسطيني له حق أصيل في الحياة الكريمة، وفي إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وأن أي إجراءات تعسفية تهدف إلى حرمانه من هذا الحق تعد جريمة لا يمكن السكوت عليها.

جرائم الاحتلال.. سجل حافل بالإرهاب والتجويع

قرار الاحتلال بمنع دخول المساعدات ليس جديدًا، بل يأتي ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. فمن مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا، إلى حصار غزة وتجويع سكانها، يستخدم الاحتلال كل الوسائل الإجرامية لكسر إرادة الفلسطينيين وسحق أحلامهم في العيش بكرامة.

إن الحرمان من الغذاء والماء والدواء هو شكل من أشكال الإبادة البطيئة التي يعاقب عليها القانون الدولي، ومع ذلك، يواصل الاحتلال انتهاكاته وسط صمت عالمي مخزٍ، يؤكد ازدواجية المعايير التي تحكم النظام الدولي، حيث يتم تجريم مقاومة الفلسطينيين للاحتلال بينما يتم التغاضي عن إرهاب المحتل.

تخاذل المجتمع الدولي.. شراكة في الجريمة

أكد الدكتور أسامة الأزهري أن الصمت الدولي تجاه هذه الجريمة يعني تواطؤًا غير مباشر مع الاحتلال، حيث إن التخاذل في إدانة هذه الجرائم يمنح العدو الصهيوني ضوءًا أخضر لمواصلة سياساته القمعية دون رادع. كما دعا جميع القوى الفاعلة على الساحة الدولية إلى اتخاذ موقف حازم يضمن رفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني ووقف أي إجراءات تعسفية تحرمه من حقوقه الأساسية.

الموقف العربي والإسلامي.. مسؤولية تاريخية

المطلوب اليوم ليس الاكتفاء ببيانات الإدانة، بل تحركات فورية من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال وإجباره على فتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات فورًا. القضية الفلسطينية ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي معركة وجود ضد احتلال يسعى إلى طمس الهوية الفلسطينية وتهويد الأرض.

غزة لن تُركع.. والحق الفلسطيني لن يُمحى

رغم الحصار والدمار، أثبت الفلسطينيون أنهم شعب لا يُقهر، وأن إرادتهم أقوى من إرهاب الاحتلال. ومع حلول شهر رمضان المبارك، يظل الأمل معقودًا على نهوض الضمير الإنساني لرفع هذا الظلم الفادح عن غزة، التي كانت وستظل شوكة في حلق المحتل حتى يتحقق حلم الحرية والاستقلال.