الخميس 15 مايو 2025 08:00 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : الكتاتيب وأخواتها!!

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم
الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم

أنا افهم من قول الحق ـ سبحانه وتعالى ـ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} أن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ القرآن من الزيادة والنقصان، والتحريف والتبديل؛ وذلك لأنّ الله -وهو الحفيظ- قد وَعَد بحِفْظِه، ولن يُخلِف اللهُ وعدَه، وقد تحقّق حِفْظ القرآن في الصدور، وحفظه في السطور؛ وذلك لأنّ ما حفظَ اللهُ تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيعَ منه شيء.

وأفهم أن الله في سبيل حفظ هذا الدستور العظيم قد استخدم دول وقيض مؤسسات وفتح قلوب الكثير من العباد لهذا الغرض النبيل .

ولا غرو أن أقول أن الله اختار مصر من بين بقاع الأرض لهذه المهمة ، فما نكصت مصر عن تلك المهمة الجليلة منذ وصلها نسخة القرآن التي أرسلها الخليفة عثمان بن عفان بعد أن جمع القرآن في مصحف واحد في إنشاء آلاف الألاف من الكتاتيب لتعليم النشيء القرآن قبل الفطام.

وقد نجحت تلك الكتاتيب ايما نجاح في مهمتها التي أنشأت من أجلها ، لدرجة أنها كلما خفتت أهميتها ، بعث الله من يعيدها إلي المشهد مرة أخرى باعتبارها الحلقة الأولي في سلسلة حلقات الحفظ والتثبيت ، ثم تتلوها حلقات التجويد والفهم والإدراك ومعرفة أسباب النزول ومرامي الكلمات وفقه التأويل.

وهناك جنود قيدهم الحافظ - سبحانه وتعالى ـ لمساعدة هذه الكتاتيب في الحفظ والتثبيت ، عن طريق الترغيب وشحذ الهمم والتشجيع على الحفظ ، تلك هي مسابقات حفظ القرآن باختلاف حجمها وقدرتها !!

حيث تتسابق الجهود في أرجاء المعمورة علي تنظيم تلك المسابقات لفتح شهية النشيء للحفظ والتفوق . وهو لعمري ، من الأعمال الجليلة والانفاق المحمود .

نعم تكثر هذه المسابقات في شهر رمضان المبارك باعتباره الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، لتتوازي أصوات المصلين في المساجد مع حناجر الأطفال في قاعات التسابق محققين وعد الله بحفظ دستوره الخالد في الصدور والسطور !!
استطيع القول : بأنه لا توجد قرية ولا عزبة ولا نجع إلا ونظمت بها المسابقات.. كل علي قدرها !!

الدولة بحجمها الكبير حاضرة في هذا النشاط بأكثر من مسابقة عظمي تليق باسمها ، والمؤسسات والجوامع والجمعيات والأحزاب هي الأخرى ضربت بسهمها في هذا الميدان وَقْفا على منتسبيها باعتباره عمل مجتمعي يعزز من قدرة النشيء على حفظ الآيات وتلاوتها بشكل صحيح. ويتيح الفرصة للمشاركين للتنافس بطريقة شريفة، بما يعزز من دافعهم لتحقيق الأفضل في مجال حفظ القرآن وتلاوته. وبما يعزز العلاقة الروحية للمشاركين مع كتاب الله، حيث يُشعرهم بالفخر والانتماء عند تلاوة آيات القرآن الكريم مما يساعد على نشر تعاليم القرآن في البيوت والمدارس والمجتمعات.
من هنا تكتسب تلك المسابقات تلك الأهمية العظمي في شحذ الهمم نحو حفظ القرآن . لدرجة أني اقترحت علي أحد طلاب مرحلة الماجستير عندما طلب مني اختيار موضوع لرسالته أن تكون حول المسابقات القرآنية ومشروعيتها،ونشأتها،وبيان الأثر التربوي لها وبيان الأثر الاجتماعي والاثر التربوي والنفس الذي يعود على الناشئة، والأثر الإيماني والأخلاقي الذي يعود على الوالدين والمربين والمحفظين ، في الإقبال على القرآن حفظاً وتدبراً وتعليماً وعملاً، والأثر الاجتماعي الذي يعود نفعه علي الدوله ، عن طريق تحصين النشء من الانحراف الأخلاقي، بجانب زيادة نطاق العلم بالقراءات السليمة والاستفادة العظمي من ذلك في في حلقات المساجد

دعيت لحضور واحدة من جل المسابقات التي نظمت في مدينة طنطا ، تلك التي نظمتها أمانة حزب الشعب الجمهوري بالغربية برئاسة النائية النشيطة سامية توفيق الأمين العام وتحت الإشراف العام لفضيلة الشيخ محمد النقيب الأمين المساعد وقد حكمها المحكم الدولي فضيلة محمد عبد الموجود خليفة مستشار نقابة القراء ووكيل وزارة الأوقاف بالغربية الأسبق، وبرعاية الحاج أحمد هندي.

كم سعدت بأعداد المتسابقين وتفوقهم البالغ في الإجابة علي اسئلة محكم تخصص في التعامل مع كبار القراء والحفظة معلما وموجها !!
وردا علي تساؤل أولياء المتسابقين حول الشدة في الأسئلة أجاب الشيخ محمد النقيب المشرف العام على المسابقة، بأن الغرض من المسابقة بجانب التشجيع علي الحفظ هو مجابهة اللحن في قراءة القرآن ، لذا كانت هذه النوعية من الأسئلة مضيفا بأن المسابقة القادمة ستعني بالتفسير وأحكام القرءان وحيا، وأثرا ، ولغة ، ورأيا واستنباطا.

ولعل ما زاد من فرحة المنظمين والحاضرين تميز الصبية والفتيات التي في عمر الزهور في الفنون الدينية كاالانشاد والابتهالات ومحاكات القراء العظام .

تبقي كلمة .. لو رأي الناس الفرحة العارمة التي علت وجوه أهالي المشاركين والزغاريد التي أطلقت في الهواء ابتهاجا بالفوز ، لدرجة أن الناس نست وقت الإفطار بعد أن امتلأت نفوسهم فرحا بنجاح أولادهم وحصولهم علي الكؤوس والادرعة والهدايا والأموال. لو رصد راصد هذا المشهد ما ادخر مليما واحداً عن دعم هذا العمل الجليل . تحية إكبار للمنظمين والمشرفين والداعمين .

اسماعيل ابوالهيثم مقالات اسماعيل ابوالهيثم :الكتاتيب وأخواتها!!