دكتور فتحي الشرقاوى يكتب: ليه تعتذر وإنت مش غلطان ؟!


الطبيعي والمنطقي اني اعتذر على خطأ ارتكبته أو حتى قصور صدر مني ولم اكن اقصده ،لكن الغريب أن تعتذر وأنت متأكد وعلى يقين بعدم اتيانك ما يستلزم ويستدعي الإعتذار،هنا نصبح امام حاله شخص يحتاج لإعادة صياغة نفسية، هتقولي هوالموضوع صعب كده..أقولك نعم
وتعالى معي نستعرض سويا بعض تداعيات تقديمك للاعتذار وللأسف دون وجود مبرر منطقي وعقلي لهذا الإعتذار
أولا؛
سيعتاد الاخرين على النظر اليك بوصفك غلاط وكثير الوقوع في الخطأ ومن ثم تعطيهم صك ومشروعيه تصنيفك بانك غير ناضج نفسيا وانفعاليا وسلوكيا،
وهذه النتيجة المستخلصة وحدها كفيله تماما بتدمير معنوياتك وثقتك بنفسك
ثانيا:
كثرة اعتذارك دون وجه حق قد يدركها غيرك بأنهم دائما على صواب وأنت دائما على خطأ، مما يجعلهم يستعدون غلطهم معك لأنك دائما ماتشعرهم إنهم على صواب دائم وأنت على خطأمستمر مما يجعلهم يتعاملون معك بوصفهم حكماء وانبياء معصومون عن الخطأ
وبالتالي مشروعية تنظيرهم وسيطرتهم عليك ( فلان بيتنطط) وتلك أيضا نتيجة كارثية اخرى محققة
ثالثا:
نظرا لأنك تقدم نفسك دوما بصورة المعتذر فمن المتوقع من الأخرين عدم اتيانك لشي. يستحق المديح أو الثناء ،وبالتالي النظر اليك بوصفك لا تمتلك اي ايجابيات تستحق تقديرهم،
حتى إذا صدر منك اي موقف ايجابي قولا او فعلا،فسوف يدركونه بوصفه استثناءاً من قاعدة الخطأ التي تميزك وارتبط بصورتك، لكل ماسبق لا تعتذر إلا إذا كنت قد أتيت مايستحق الأسف الإعتذار..
مجردخاطره
ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس
جامعة عين شمس