الخميس 15 مايو 2025 06:30 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د سندس الشاوي تكتب : هل بلغت إيران العتبة النووية وأصبحت دولة نووية ؟؟

دكتورة سندس الشاوى
دكتورة سندس الشاوى

ربما حدث في الأيام الأخيرة خفض للضغط على إيران من قبل أمريكا ولاسيما الإجتماع الذي أنعقد في عمان وأيضاً في إيطاليا قد بين بعض الوضوح للطرفين من نوايا مخبأة من كلا الجانبين ولكن قد يعتبر هذا الاجتماع نواة للتفاوض الذي قد يستمر سنه أو سنتين وبذلك قد كسبت إيران مزيداً من الوقت لاتمام برنامجها النووي فربما لعبت إيران هذه المرة على الوتر الصحيح من السياسة وأدركت بأنه ناتج تفكير السيد ترامب
وعلي الجانب الاخر لقد إستعانت إيران بالدب الروسي بعد زيارة عرقجي مؤخراً مع وفد رفيع المستوى ولكن ماذا عن خطوات التفاوض هل تعود إيران لاتفاق ٢٠١٥ بعد مفاوضات ماراثونية دامت طيلة ١٨ شهراً وقع حينها المجموعة 5,+1المكونة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا) في لوزان في سويسرا على اتفاق نووي مع إيران ١٥٦صفحة عرف بخطة العمل الشاملة المشتركة jcpoa.
وافقت إيران بموجب الاتفاق على قبول القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم وتخزينه وإغلاق أو تعديل منشأت في عدة مواقع نووية والسماح بزيارات المفتشين الدوليين لها بالمقابل يتم رفع العقوبات المالية والإقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وعدد من المؤسسات الدولية على شركات وهيئات إيرانية وصدق مجلس الأمن على الإتفاق في قرار حمل رقم ٢٢٣١ وقرر إمتثال إيران لأحكام خطة العمل الشاملة المشتركة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتم تنفيذ الاتفاق إلا أن أمريكا انقلبت على الإتفاق في عام ٢٠١٨ وأعلن السيد ترامب حينها إنسحاب بلاده منه وأعاد فرض العقوبات على إيران.
عندها بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم وهي على أعتاب إنهاء برنامجها النووي وليس إلا وقت قليل وتعمل على إنهاء التخصيب فعندها لاينفع الندم
حيث أن إيران مازالت لها أذرع قوية في المنطقة بالرغم من أن ذيلها بترته أمريكا بالفعل إلا أنه مازالت هناك ميليشيات قوية تغذيها إيران من أموال العراق وهذه الميليشيات موجودة وبقوة في العراق وهي توالي إيران ولاءً مطلقاً.
وعلي الجانب الآخر فإن وزير الدفاع السعودي ومعه وفد رفيع المستوى زار إيران مؤخراً منذ إتفاق بكين عام ٢٠٢٣ مرت العلاقات السعودية الإيرانية بإختبارات واضحة وحقيقية أثر الأحداث الفصلية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط عقب عملية طوفان الأقصى رغم تباين وجهات النظر بين إيران والسعودية حول هذه الأحداث. إلا أنهما خلقا مساحة مشتركة للتنسيق والتعاون وتحديد نقاط الإختلاف والتركيز على الأولويات وهي وقف العدوان الصهيوني ومنع توسع نطاق الحرب ويبدو أن السعودية إستطاعت حل التباينات عبر قنوات الحوار الشفاف إلا أنها خلفت مسارات مشتركة للتنسيق والتعاون وتحديد نقاط الإختلاف والتركيز على الأولويات وهي وقف العدوان الصهيوني ومنع توسيع نطاق الحرب ويبدو أن المملكة العربية السعودية استنتجت حل التباينات بفتح قنوات الحوار الشفاف، وهناك تحديات إقليمية مشتركة ومصالح مشتركة مما دفعها إلى إيجاد إطار تعاون مشترك، وذلك بوجود اتفاق بكين وتفعيل الإتفاقية الأمنية الثانية، وبذلك تجاوزتا اللحظة الحرجة بقطع العلاقات، ثم تم إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد أن تمت مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، ضمن ذلك الإطار حدثت زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى إيران، مرحباً الجانب الآخر برسالة خادم الحرمين، باعتبار أن العلاقة مفيدة لكلا البلدين ويمكنها من أن يكمل بعضها البعض.

ويبدو أن إيران تحركت بذكاء وذلك بتحالفها مع أقوى دولتين وهما روسيا والمملكة العربية السعودية وربما في المستقبل القريب تسعى للإثنين لتحسين علاقتها مع أمريكا ولكن ربما السيد ترامب يكون له رأي آخر لاحقاً.