الثلاثاء 1 يوليو 2025 03:06 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

شبراوى خاطر يكتب : أزمة مصر في تميزها...

الكاتب الكبير شبراوى خاطر
الكاتب الكبير شبراوى خاطر

عنوان من الصعب قبوله بالفعل.. لأن مصر أمة متميزة، ثابتة ذو تاريخ متصل لآلاف السنين والأعوام، وأعني بذلك أنها مرت بسنين من الشدائد والأزمات، واجتازتها إلى أعوام من الرخاء والثراء الإنساني. لذا فهل هي منظورة محسودة ومقصودة بالطمع والحقد من القريب على وجه الخصوص.. الذي يحسدها والذي يغار منها. ولأنها أم الدنيا التي جاءت ثم جاء التاريخ الإنساني كله، أو من البعيد الذي ينقل صراعاته مع أعداءه على أرضها. ومع ذلك فإن أهم ميزة فيها هي وطنية أبناؤها فلديها من يغار عليها من أبناءها السمر الشداد على مر التاريخ.

فإذا كان عمر الكرة الارضية ملايين السنين، ففي معظم جنباتها لم تسعد قطعة منها كما سعدت تلك القطعة من اليابسة, سعدت بالشهرة لتاريخها، وعانت من الطمع فيها لموقعها، والغيرة منها لتفوق أبنائها على نظرائهم من الدول المتجاورة، فلقد وتزوج خليل الرحمن 'إبراهيم' من 'هاجر المصرية'، وتزوج نبي الإسلام 'محمد' عليه الصلاة والسلام من 'مارية القبطية'، وتجلّى رب العالمين على أرضها، وذكرها في القرآن، عدة مرات.

فهي الأرض التي قام بغزوها من الشرق الهكسوس والفرس والذين حطموا معابدها وأول جامعة في التاريخ (جامعة أون) بقيادة قمبيز الثاني ابن كورش الكبير عام ٥٢٥ قبل الميلاد، والذي كان يتميز من شدة حقده وغله على حضارتها، والليبين من الغرب والاحباش من الجنوب والرومان من الشمال،

ولجأت إليها العذراء مريم بنت عمران، وحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات، بأنه بعد مولد 'المسيح عيسى بن مريم' عليه السلام، جن جنون هيرودس، ملك اليهود - الذي يعد واحدًا من أكثر الملوك شرًا في التاريخ - خوفًا من أن يشب هذا الرضيع ليأخذ ملكه، فأصدر أوامره بذبح كل طفل يبلغ من العمر أقل من عامين؛ ولكن كان الملاك قد ظهر 'ليوسف النجار' في الحلم وأخبره بأن يأخذ الطفل ومريم إلى مصر، قائلاً: خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه، فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس، بهذه الكلمات تحدث الإنجيل عن رحلة السيد المسيح والسيدة مريم العذراء إلى مصر، التي سطّرت صفحة جديدة في تاريخها واستغرقت زيارة العائلة المقدسة في مصر 3 سنوات

ولجأ اليها آل البيت عندما تعرضوا
لمضايقات بني أمية ..حين وقعت الواقعة فى (كربلاء) لسيد الشهداء (الحسين بن علي) ومن معه من أهل بيته الأصفياء، توجه ركب من بقى من سيدات أهل البيت الطاهرات ومعهن سيدنا علي زين العابدين، واختارت السيدة زينب الطاهرة أن تذهب إلى مصر, ومعها السيدة فاطمة النبوية ابنة الإمام الحسين وأختها سكينة، ورغم إنكار المتحذلقين، هذه أرض الانبياء، والمفكرين، والعلماء، وارض الفن والثقافة،
ولايزال يلجأ إليها الأشقاء من السودان، وسوريا والعراق وليبيا وفلسطين.

فمصر التي تعرضت للحملات الصليبية وأُسر فيها لويس التاسع ملك فرنسا، في معركة المنصورة، التي دارت رحاها في مصر مسنة 1250م والتي شهدت هزيمة الصليبيين هزيمة كبرى منعتهم من إرسال حملة صليبية جديدة إلى مصر ووقوع الملك لويس التاسع أسيرًا في قبضة المسلمين،
ولقد غزاها نابليون لمضايقة انجلترا، وغزاها واحتلها الإنجليز لمضايقة فرنسا، وشهدت معارك الحرب العالمية الثانية على أرض العلمين. وهي الأرض التي تعرضت للعدوان الثلاثي (فرنسا وانجلترا والكيان النجس) عام ١٩٥٦.

القطعة التي عنوانها "مصر" تتوسط العالم وكانت الموقع الذي أشرقت فيه الحضارة وبزغ فيه فجر الضمير على حد رأي 'جيمس هنري بريستد'، ويكفي عندما تنبش في مخطوطات التاريخ عن ملوكها المعروفين لدينا ترى الآلاف من الأسماء بداية من الملك مينا. فلا توجد دولة في العالم لديها هذا الكم من الملوك والرؤساء والحكومات كما توجد في مصر،
وصفحات التاريخ لا تكفي لسرد الحكاية.

ولاتزال تتعرض لمختلف المؤمرات والإحتكاكات والمضايقات، ولكن هيهات أن ينال منها المغرضين والطامعين، فالتاريخ يؤكد لنا أن مصر ستظل محفوظة ستظل أرضاً للسلام والخير رغم حقد الحاقدين.
حفظ الله مصر من كل سوء...