الثلاثاء 13 مايو 2025 07:18 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

المستشار أحمد النجار يكتب: المواطن العربى حنجورى بطبعه ؛

المستشار أحمد النجار
المستشار أحمد النجار

يفضل دائما التمسك بالشعارات الوطنية الخيالية؛
من عينة الإبادة والتدمير والفناء لاعدائه ؛ولو حساب واقعه الذى لايملك فى فضائه سوى الشجب والاستنكار ؛
واذا تعاظمت منظومة الصراخ لديه ؛فإنه يعقبها بالإدانة والاحتجاج صراخا وعويلا؛
ثم يملأ الفضاء باناشيد النصر التى يطلقها من فوق ركام اوطانه ..
فهو ينتصر دائما ولايهزم ابدا ؛...
واقع موازى يعيش فيه ؛
ضاق به فضاء الكون المعمور ...
عبدالناصر الزعيم الملهم؛ الذى كان يتمكن من إلحاق الهزيمة بكل دول العالم فى خطبة واحدة؛
وكانت تتلقفها الجماهير العربية الحالمة والمغيبة؛ بمنتهى الحماس والمصداقية من المحيط الهادر الى الخليج الثائر ..
فتتوحد على صيحة واحدة ( لبيك عبد الناصر )..
بعد خمسين سنة من وفاته ؛ يتم تسريب تسجيل صوتى له؛
يتحدث تليفونيا مع القذافى سنة ٧٠ اى بعد هزيمة يونيو ٦٧ ..
فى المكالمة التى لم ينكرها ابناؤه ولا غيرهم ...
يصرح أنه لن يحارب إسرائيل؛ وانه يرفض مزايدات الجبهات العربية المتعددة بشأن الجيش المصري ؛
وأنه على استعداد لامدادهم بالمال؛ دون المشاركة العسكرية المباشرة ...
المفاجأة أن هناك من يدعى المفاجأة ؛
ويشكك فى مدى صحة هذا الكلام ونسبته للزعيم ..
ومع أن ما قاله صحيح تماما وواقعى تماما ..
ولكنه كان عكس المعلن فى وقتها ..
ولو كان هذا الحديث قد تم تسريبه واذاعته حينذاك؛ لاندفعت الجماهير الثائرة نحو مقر الزعيم ؛لمحاكمته سياسيا وشعبيا فى أكبر الميادين بتهمة الخيانة ..
والأمر فى هذا السياق ربما يكون مقبولا مراعاة لفروق التوقيت ..
انما المشكلة أن هناك -حاليا -من يدعى المفاجأة من مضمون هذا الحديث ..
وبعيدا عن صلب الموضوع؛
فما يشغلنى فعلا هو أمر هذا المواطن الذى الجمته تلك المفاجأة ..
فالتفسير لايخرج عن سببين أو احتمالين ..
أولهما ..أن سيادته اتفاجئ أن الزعيم كان عاقل وفاهم ومستوعب الحقيقة والواقع؛ التى تأكدت وتعامل معها (السادات) بمنتهى الحنكة والعبقرية ودفع حياته ثمنا لموقفه ..
وثانيها ..أن سيادته لم يكتشف تلك الحقيقة التى كشف عنها الزعيم الملهم؛ فى مكالمته المسربة ؛
ولازال سعادته على (غماه) حتى اليوم مغيبا بفعل الشعارات الحنجورية والمدعيات الثورية الزاىفة ؛
التى لازالت فى حالة خصام مع واقعنا المعاصر للاسف ...
ولكن ...الاسف الشديد جدا ...