محمد الشافعى يكتب : حماس.. مقاومة أم مُقاولة مع الاحتلال


في السابع من أكتوبر 2023، قامت حركة حماس بعملية عسكرية مفاجئة ضد إسرائيل دون استشارة الدول العربية أو حتى التنسيق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى ، كانت النتيجة كارثية، آلاف الشهداء من المدنيين الأبرياء في غزة، وتدمير شامل للبنية التحتية، وضياع فرصة تاريخية لتحقيق وحدة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.
واليوم، تطالب حماس العرب ومصر بمساندتها، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل ما تقوم به حماس مقاومة حقيقية، أم أنها تُدار لخدمة أجندات خارجية تصب في النهاية في مصلحة إسرائيل؟
** العبث بمصير غزة وتضحية بالمدنيين .. فحمايس منذ سيطرتها على غزة عام 2007، حولت حماس القطاع إلى قاعدة عسكرية تحت الأرض، بينما ظل السكان يعانون من الحصار والفقر.
وعندما قررت المواجهة مع إسرائيل، لم تُجهز البنية التحتية لحماية المدنيين، بل تركتهم عرضة للقصف الإسرائيلي. بل وصل الأمر إلى تصريح صادم من موسى أبو مرزوق، أحد قادة حماس، حين سُئل عن عدم تجهيز أنفاق للمدنيين لحمايتهم ، فأجاب "الأنفاق للمقاومين، أما الأهالي فتحميهم الأمم المتحدة " فكيف تزعم حركة أنها "مقاومة" وهي تتخلى عن واجبها الأساسي في حماية شعبها؟
** احتكار المقاومة وإضعاف الفصائل الأخرى .. هناك 17 فصيلًا فلسطينيا مسلحا، لكن حماس تحتكر القرار العسكري وتستأثر بالتمويل والدعم دون شراكة حقيقية مع الآخرين، فلماذا لا تدار المقاومة بشكل جماعي، ولماذا تُتخذ القرارات المصيرية من طرف واحد، الأدهى أن كل مواجهة تندلع من خلال حركة حماس تنتهي بمزيد من الدمار لغزة، بينما تظهر إسرائيل نفسها كـ"ضحية" أمام العالم، مما يضعف الموقف الفلسطيني دوليا.
** في كل جولة تصعيد، تخرج إسرائيل أكثر قوة سياسيا، بينما يقدم الفلسطينيون كـ"إرهابيين" في الإعلام الغربي، والنتيجة مزيد من التطبيع العربي مع إسرائيل، ومزيد من التهميش للقضية الفلسطينية، بل إن بعض التحليلات تشير إلى أن حماس تدار بطريقة تخدم الاستراتيجية الإسرائيلية في تقسيم الفلسطينيين وإبقاء غزة سجنا مفتوحا يبرر للاحتلال استمرار سياسة القمع
** فهل حماس مقاومة أم وكالة .. إذا كانت المقاومة حقا مشروعة، فلماذا لا تكون شاملة وعادلة، ولماذا لا تحمي المدنيين بدل التضحية بهم، ولماذا لا تشرك الفصائل الأخرى.
الواقع و الأيام أثبتت أن حماس إما أنها تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية، أو أنها تعمل ضمن لعبة أكبر تدار لصالح الاحتلال، والشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن، بينما قادة الحركة آمنون في الأنفاق أو في فنادق بعض الدول.
فلسطين تستحق مقاومة حقيقية توحد صفوفها، لا مغامرات فردية تهدر الدماء وتضيع الأرض أو محاولة توريط الأشقاء والدول .