الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : الزراعة الرقمية !!


هل يجوز علمياً أن أقول : الزراعة الرقمية أو الزراعة الذكية ـ وفق مفردات العصر وآلياته ؟
باديء ذي بدء ، فإنني استوحيت هذا المسمي من حواري مع الحاج محمد محمود النقيب ( من كبار المزارعين بمحافظة الغربية) والذي كثيرا ما يتسم حواره معي علي تلك المفردات التي يندر استعمالها ( حسب ظني) في المحيط الزراعي !! خصوصا وأن ثقافتي الزراعية ـ رغم أني أعيش في ريف محافظة الغربية ، وأجدادي كان عندهم زراعات ونشاطات زراعية يشار لها بالبنان !
ذهبت إلى الحاج محمد النقيب محاورا ومتسائلا ، هل بجوز لي أن أستخدم الكلمات المشار إليها آنفا ؟
قال : لقد أصبت كبد الحقيقة في مسمي ( الزراعة الرقمية أو الزراعة الذكية ) لأن من أهم التطورات في مجال الزراعة الحديثة. هو هذا النهج المبتكر الذي يجمع بين التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، لرفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتقليل الأثر البيئي. لذا فلا غرابة في استعمال هذا اللفظ بمدلولاته !!
واضاف : ما يمنعك من استخدامه وأن الاعتماد على هذه التقنيات يساهم ولاشك في ذلك ، في تحسين الأمن الغذائي وتعزيز الإقتصاد المحلي، حيث تساعد التقنيات الرقمية في استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة، خاصة المياه والأسمدة، من خلال المراقبة الدقيقة لصحة المحاصيل ، فيمكن للمزارعين العمل على الحد من إستخدام المبيدات ، والتكيف مع تغير المناخ،
سألته : هل من تأثير إيجابي للتكنولوجيا الزراعية علي الأسرة والمجتمع ؟
قال الحاج محمد النقيب: بكل تأكيد إن تبني التقنيات الزراعية الحديثة لا يؤثر فقط على الإنتاج الزراعي ، بل يمتد تأثيره ليشمل الأسرة والمجتمع ككل. لأن زيادة الإنتاجية الزراعية تؤدي إلى تحسين الدخل، مما ينعكس إيجابيًا على مستوى معيشة الأسر.
سألته : واني للمزارعين بتلك التقنيات وهذه الثقافة ؟
قال الحاج محمد النقيب : إن اللجان الإرشادية بوزارتي الزراعة لا تألو جهداً في توفير برامج توعوية للمزارعين حول إستخدام التقنيات الجديدة. فضلا إنشاءها مراكز للدعم الفني لمساعدة المزارعين في حل مشكلات التقنية.
تعزيزا للشراكة بين المزارعين والوزارة لإيجاد حلول مبتكرة. تقوم على تقديم خدمة عملاء متميزة.
سألته: بعد نجاحك في زراعة الأرز البسمتي ، وإنتاج سلالات لا تحتاج لكثرة المياة ، فضلا عن تقليل عمر النبات في الأرض من ١٥٠ يوم إلي ١٠٥ يوما .ما هو الجديد عندك ؟
قال : أعكف علي صياغة مقترح تقني عبارة عن تطبيق يساعد المزارع علي تحليل صحة التربة وتحسين الري باعتبارهما أساس الزراعة المستدامة، فضلا عن بعض التوصيات المخصصة للتسميد بناءً على نتائج التحليل، بحيث تستخدم بيانات رطوبة التربة والظروف المناخية من وضع جداول ري مثالية، مما يساعد على توفير المياه وتحسين نمو المحاصيل.
واضاف ، هذه التقنيات لا تساعد فقط في زيادة الإنتاجية، بل تساهم أيضًا في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الاستدامة البيئية.
واسمح لي أن أقول : بأن تطبيق التقنيات الزراعية الحديثة يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الأمن الغذائي . من خلال زيادة الإنتاجية مما يقلل الاعتماد على الواردات الغذائية.
كما أنه يساعد في تحسين جودة الغذاء ، من خلال تقليل استخدام المبيدات. وتقليل الفاقد ، عبر تحسين تخزين المحاصيل ونقلها ،بجانب تنويع الإنتاج الزراعي الذي يساهم في توفير نظام غذائي متوازن للسكان.
سألته ماذا تقصد بتنويع الإنتاج الزراعي ؟
قال : أقصد زراعة محاصيل غير تقليدية لها ذات القيمة الإقتصادية العالية. مثل الكمون مثلا ، والذي يعد أحد المحاصيل التي لها قدرة على تحمل الظروف المناخية المختلفة واحتياجه المحدود للمياه، مما يجعله خياراً مثالياً في ظل التغيرات المناخية وتحديات ندرة المياه. فضلا عن أن له عوائد ربحية مرتفعة، إلى جانب كونه مطلوبا في الأسواق الخارجية ويساهم في توفير عملة صعبة للاقتصاد الوطني ، وانني أعد شحنة تصديرية قوامها ثلاثون طنا . من محصول مزرعتي وغيرها .
والفرصة سانحة لأسجل شهادة بحق مركز البحوث الزراعية الذي لا يدخر جهداً في توفير الدعم الإرشادي اللازم للمزارعين، من خلال تنظيم الزيارات الحقلية الإرشادية ، حيث استطعت معهم زراعة عشرة أفدنة ، تجاوز عائد الفدان الواحد الطن من الكمون ، وهو رقم يعكس نجاح تطبيق الممارسات الزراعية السليمة واستخدام التقنيات الحديثة.
سألته : ولكن الكمون يحتاج إلي أيدي عامله كثيرة في حصاده ؟
قال : بالعكس ، فقد تغلبنا علي ذلك بدرس المحصول بدراس القمح بعد إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه لتناسب طبيعة بذور الكمون الدقيقة. وشملت هذه التعديلات تقليل سرعة الدراس وتعديل الفتحات لتفادي فقدان البذور أو تكسيرها، مما جعل الماكينة أكثر كفاءة في فصل البذور عن السيقان بأقل فقد ممكن، وبتكلفة منخفضة مقارنة بالآلات المتخصصة، و هذه خطوة ساعدتنا في تسريع عملية الحصاد والحفاظ على جودة المنتج النهائي. الأمر فتح سوق عالمية للكمون المصري
سألته : وهل هناك من نشاط آخر بجانب ماسلف ؟
الحقيقة أنني ومعي فريق مساعد نعكف علي صياغة رؤية للنهوض بالبيئة الزراعية تتضمن ضرورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية في تحسين سلالات عدد من المحاصيل الزراعية .
أيضا سيكون لنا دور واضح في إيجاد حلول مصممة لتناسب احتياجات المزارع بمختلف أحجامها.
سنقوم بتوفر دورات تدريبية (حزبية وأهلية ) سواء حضوريا أو عبر الإنترنت ، بجانب إنتاج مواد تعليمية شاملة، بالإضافة إلى إمكانية تنظيم ورش عمل محلية عند الطلب.
سألته: ماهو الشيء الذي تريد توصيله لكافة المزارعين ؟
قال : إن تحول الزراعة إلي زراعة ذكية أصبح يمثل فرصة هائلة لتحسين الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي، والمساهمة في بناء مستقبل زراعي أكثر استدامة وإنتاجية.
وبهذه المناسبة اعاهدهم بالالتزام بمواصلة تطوير حلولنا وتكييفها لتلبية الاحتياجات المحددة للمزارعين في محافظة الغربية والمحافظات المحيطة بها، من خلال الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والفهم العميق للتحديات المحلية.
سألته وهل سيقف نشاطك السياسي كحجر عثرة في تنفيذ تطلعاتك ؟
قال : اقول بكل الصدق : أن أهم ما دفعني لخوض غمار السياسة ، هو رغبتي في دعم التنمية الزراعية بكل ما تحتاجه من تشريعات وقوانين وما يا م لتطويرها وتطويعها لصالح الإقتصاد ولصالح المزارعين ، ولن يشغلني ذلك أي شاغل اخر ايما كان هذا الشاغل لأني مزارع أبا عن جد ، وأني احتسب عند الله جهدي ووقتي في نمية هذا القطاع الهام.