د.سامي إسماعيل يكتب : صنع الله ابراهيم وصرخة المرض


ربما لا يوجد كاتب روائي فى مصر استطاع ان يعيش من الدخل المادى لرواياته ومقالاته وترجماته سوى الكاتب الكبير صنع الله ابراهيم .
صاحب مجموعة متميزة من الروايات الخالدة فى تاريخ الادب المصرى والعربي كتب روايات اللجنة ونجمة اغسطس وبيروت بيروت
وامريكانلى وغيرها من الروايات .
تعرفت عليه فى فترة ما عن قرب انسان بسيط يعيش على الهامش بحرية مطلقة . يسارى عتيد ومناضل وطنى كبير .
رفض جائزة الرواية من دولته واعلن صراحة انتقاداته لنظام مبارك من داخل المسرح الصغير بالاوبرا وفى احتفالية ضخمة كانت تضم نخبة من كتاب العالم العربي .
كنت اجلس وقتها فى منتصف القاعة مشدوها ومذهولا .فهو يستحقها عن جدارة وبلا ادنى شك .ويستحق العائد المادى الخاص بها .وكنا كلنا نعرف انه قد يكون فى حاجة ماسة لها والدليل الآن انه يرقد الان فى احد المستشفيات بعد سقوطه على الارض وتعرضه لكسر مضاعف بعد وعكته الصحية الاولى .
.
امره كان له حينما كان فى قمة نضجه وصحته على الرغم من نحافة جسده وشحوب وجهه والان امره لم يعد له .
احتاج الأن الى الدولة الى المظلة الصحية فهل تتجاهل الدولة التى رفض عطاياها طلب علاجه الان وفورا .
هل تقوم فورا بعلاجه على نفقتها ورعايته .هل تنسي الجرح المؤلم الذى تسبب فيه لنظامها السابق .
هو الذى انتقد الغطرسة الامريكية فى رواياته .وانتقد السلطة فى اوج سلطتها
امره لم يعد له
فى نهاية الالفية الثانية التقيت به لاجراء حوار لقناة النيل الثقافية . وكان شديد الذهول ان يقوم التليفزيون المصرى بذلك الطلب وتم اللقاء فى منزله بمصر الجديدة وفى اعلى طابق فى عمارة سكنية .كانت شقته جميلة بسبطة كبساطته والكتب تحيط بالمكان فى كل ركن وزاوية وانتهى اللقاء واذيع .
وفى الفترة الاخيره وبعد وفاة محمد يوسف الجندى صاحب دار الثقافة الجديدة .اضطر صنع الله ابراهيم ان يدير الدار التى شارك فيها صديقه الجندى .نشر رواياته داخل الدار واعاد الحياة لها .
هذا الكاتب الكبير .
يحتاج الى الدولة الآن..يحتاج الى رعايتها يحتاج منا جميعا ان نقف بجواره فى ازمته الصحية
#د سامى اسماعيل
كاتب وناقد
كلية الاداب جامعة بنها