الجمعة 2 مايو 2025 10:08 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد سعد عبد اللطيف يكتب : إسرائيل والدروز.. بين فتنة الداخل وورقة الخارج،،،!!

الكاتب الكبير محمد سعد عبد اللطيف
الكاتب الكبير محمد سعد عبد اللطيف

تشهد الساحة السورية انتكاسة ثانية لنظام الرئيس أحمد الشرع، بعد مجازر متتالية على الساحل، ليأتي ريف دمشق هذه المرة ساحة دموية جديدة، حيث تُظهر المعطيات ضلوع جماعات مسلحة وُصفت بأنها "عصابات خارجة عن القانون" في استهداف طائفة تُشكّل جزءًا أصيلاً من النسيج السوري: الدروز.
لم يمضِ أكثر من شهرين على المجزرة الأولى حتى تكررت المأساة، ومعها تتعمق الهوة بين مكونات الهوية الوطنية السورية، في ظل صمت دولي، وغياب أي ضمانات لحماية الأقليات، بل وسعي قوى إقليمية لتحويل تلك الأقليات إلى أدوات في صراعاتها. وفي القلب من كل هذا، تظهر إسرائيل كطرف خفي–ظاهر، تُمدّ زعماء الطائفة الدرزية في الجولان بالمساعدات، تحت شعار الحماية، بينما تستخدمهم كورقة ضغط لتمزيق ما تبقى من وحدة وطنية.
لبنان، الجار القريب، لم يكن بعيدًا عن المشهد. فزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سارع إلى إطلاق نداءات تهدئة، معلنًا استعداده لزيارة زعيم الطائفة الدرزية في سوريا، ومناشدًا بعدم الانجرار إلى فتنة طائفية بين أهل السنة والدروز. كذلك جاءت مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس تمام سلام، متناغمة مع دعوات درء الفتنة، والحفاظ على السلم الأهلي.
لكن السؤال الأكثر إلحاحًا يظل: إلى متى نظل أسرى ردود الفعل؟ متى نتعلم أن استغلال إسرائيل للدروز في الأراضي المحتلة ليس سوى جزء من مشروع أوسع لشرعنة وجودها عبر تفكيك المجتمعات من الداخل، وتحويل الضحايا إلى أدوات في لعبة الخرائط الجديدة؟
خلفية بسيطة:
منذ احتلال الجولان عام 1967، حافظت الطائفة الدرزية هناك على موقف وطني رافض للاحتلال، رغم الضغوط الإسرائيلية. لكن في العقود الأخيرة، سعت إسرائيل إلى استمالة بعض الزعامات الدينية والوجهاء ضمن استراتيجية تفتيت الهويات، واستغلال التوترات الطائفية في سوريا ولبنان لتعزيز نفوذها الإقليمي عبر "بوابة الأقليات".

محمد سعد عبد اللطيف
كاتب صحفي وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية..،،
saad
[email protected]