الأحد 4 مايو 2025 09:22 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : بطل مصري مغمور !!

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

لأن لنا تاريخ مجيد وابطال عظام لا يجب أن ننسي ما قدموه لأجل الوطن، ولأن الكثير منهم لم يحظى بالتكريم اللائق المستحق لما قدموه، نقدم اليوم حكاية بطل من بسطاء الشعب المصري، إنه المجند عبدالرؤوف جمعه عمران ، أحد أبطال حرب أكتوبر عام ١٩٧٣،جندي مقاتل صاعقة تم انزاله خلف خطوط العدو مع 41 فرد من الصاعقة المصرية بالمظلات بالقرب من مطار ابو رديس في سيناء في مهمة فدائية ، عرفت في سجلات الصاعقة باسم (ذهاب بلا عودة ) ، كان هدفها إيقاف امدادات الجيش الصهيوني بالمطار وإعاقته عن الاشتباك مع قوات العبور ، لكن بعد انتهاء الذخيرة والمؤن وانقطاع الإمدادات عنهم ، استشهد جميع زملائه باستثناء أربعة منهم بعد مواجهة مريرة مع سلاح المدرعات الصهيوني بمحيط المطار ، تعرض بطلنا لإصابة بالغة من مدفع رشاش في قدمه و فخده ، لكنه ظل صابرا صامدا خلف خطوط العدو لــ200 يوم بلا علاج كافي ، وبعد تعافيه من إصابته نفذ هو و زملائه سبع عمليات على قوافل الجيش الصهيوني واوقعوا بهم خسائر فادحة و استطاعوا خلال احدى الهجمات أن يغنموا من العدو صواريخ حرارية ، استخدمها هو لاحقا في تدمير طائرة مروحية صهيونية خلال عملية هبوطها بأرض المطار، مما تسبب في اغلاق المجال الجوي للمطار لأيام ، وكيف قضي عبد الرؤوف شهور هو وأربعة من زملائه خلف خطوط العدو في ظروف بالغة الصعوبة ، حيث قام أحد أهالي بدو سيناء الشجعان بتقديم الطعام لهم خلسة لفترة وهم يختبئون في الكهوف ، واحيانا يضطروا ان يأكلون الحشائش و الافاعي من الصحراء ويشربون من بئر مهجورة ، استطاع عبد الرؤوف و زملائه قطع اميال طويلة سيرا علي الاقدام وهو يحمل زميله المصاب في رحلة العودة الى نقطة الانطلاق ، وعند عودتهم لأقرب نقطة لقواتنا فوجئت قيادة الصاعقة المصرية بأنهم احياء بعد اعتقادها انهم قد قتلوا جميعا بعد هذه المدة ، وعرفوا انهم كانوا وراء الهجمات التي تم تنفيذها ضد العدو بالقرب من مطار ابو رديس ، وقد تم تكريمهم من وزارة الدفاع المصرية بعد انتهاء الحرب ، عبد الرؤوف عمل فراشا في مدرسة بمحافظة سوهاج حتي تقاعده ، ويسكن بمنزل بسيط بقريته و يقول بفخر أنه ما فعله كان من اجل دينه ووطنه ولا ينتظر من أحد ان يكرمه رغم الاهمال الذي تعرض له ، إن مثل هذا البطل وغيره كثيرين هم من يستحقون التوقف أمام البطولات والتضحيات التي قدموها للوطن ، وهؤلاء من يستحقون أن تجمع سيرتهم وتدرس إلي ابنائنا، وأن تقدم اعمال فنية أو وثائقية تحكي قصة كفاح هؤلاء ليكونوا قدوة للشباب، هؤلاء من تفخر مصر ببطولاتهم انهم أبطال من ذهب لا أبطال من ورق .