الإثنين 5 مايو 2025 12:13 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حكايات مصيرية

الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب :*”الجيل الضائع: حين تغيب التربية والثقافة ويتحول الطفل إلى ضحية”*

الكاتب الكبير الحسينى عبدالله
الكاتب الكبير الحسينى عبدالله

في واقعة مؤلمة هزّت ضمير المجتمع المصري، أصدرت محكمة جنايات دمنهور حكمًا بالسجن المؤبد على مراقب مالي يبلغ من العمر 79 عامًا، بعد إدانته بهتك عرض طفل يبلغ من العمر 6 سنوات داخل مدرسة خاصة للغات في مدينة دمنهور. الطفل، الذي حضر الجلسة مرتديًا زي "سبايدر مان" لإخفاء هويته، أصبح رمزًا لطفولة منتهكة في مجتمع يُفترض أن يحمي براءتها.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. ففي عام 2017، شهدت مدرسة النور للمكفوفين بدمنهور واقعة مماثلة، حيث قام ثلاثة طلاب بهتك عرض طفلين من رياض الأطفال. تكرار مثل هذه الجرائم داخل المؤسسات التعليمية يثير تساؤلات عميقة حول دور المدرسة في حماية الأطفال، ومدى فعالية الرقابة والإشراف داخل هذه المؤسسات.
تُعَدُّ هذه الحوادث مؤشرًا على أزمة أعمق في المجتمع، حيث يُعاني "جيل ضائع" من غياب القيم والتربية السليمة.
ويرجع ذلك إلى البيئة التي ينشأ فيها الطفل تنعكس على تصرفاته وأخلاقه. فعندما تكون هذه البيئة ملوثة فكريًا وتفتقر إلى المبادئ الأساسية، فإن النتيجة تكون جيلًا يعاني من الانحراف الأخلاقي والسلوكي.
و علينا هنا التأكيد على أن الثقافة هي نمط حياة، وأن تحقيق ثقافة جادة يتطلب إصلاح التعليم، حيث أن رأس مال مصر الحقيقي هو البشر. و أن البلدان المتقدمة جعلت الأدب والفن حجر أساس في تنمية المجتمعات.
ولعل مثل هذه الأحداث، تجعل المسؤلين منظومة التعليم والثقافة في مصر يعيدون النظر ، في العمليه التعليمية والثقافية برمتها ويطرحون أفكار جديدة تعمل على تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية في المدارس والمجتمع ككل. كما يجب توفير بيئة آمنة للأطفال داخل المؤسسات التعليمية، وتفعيل دور الرقابة والإشراف لمنع تكرار مثل هذه الجرائم.

إن حماية الأطفال ليست مسؤولية فردية، بل هي واجب جماعي يتطلب تضافر الجهود من الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، والدولة. فقط من خلال العمل المشترك يمكننا بناء جيل واعٍ ومحصن ضد الانحرافات، قادر على المساهمة في بناء مستقبل أفضل لمصر.