محمد الشافعى يكتب : ترامب وتزييف السياسة برداء الدين... دعم الصهيونية واستغلال المشاعر الدينية..


لا شك أن ما قام به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بارتداء زي يشبه ملابس بابا الفاتيكان ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة محاولاته لتلبيس السياسة برداء الدين، مستغلاً المشاعر الدينية لتعزيز أجندته السياسية. هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب الدين كأداة للظهور بمظهر الزعيم "المتدين" الذي يحظى برضا الرب، فقد سبق أن أقام جلسات صلاة علنية في البيت الأبيض بعد فوزه بالانتخابات، وكأنه يريد أن يقول للعالم: "انظروا، الله معي!".
..ترامب والصهيونية: سياسة قديمة بوجه جديد ..
ما يفعله ترامب ليس استثناءً، بل هو امتداد لسياسة أمريكية قديمة تتمثل في الدعم الأعمى لإسرائيل، لكنه تميز بجرأة غير مسبوقة في إظهار هذا الدعم، سواء بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، أو بإضفاء الشرعية على الاستيطان، أو بتجاهله كل جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
والأخطر من ذلك هو تسويق هذا الدعم على أنه "مشيئة إلهية"، حيث يروج ترامب وحلفاؤه من الإنجيليين المتصهينين لفكرة أن دعم إسرائيل هو واجب ديني، في محاولة لتبرير جرائم الاحتلال. لكن الحقيقة أن هذا ليس سوى استغلال للدين لتغطية المصالح الاستعمارية، فإسرائيل ليست سوى قاعدة عسكرية متقدمة لأمريكا في الشرق الأوسط، والصراع ليس دينياً بل سياسياً بامتياز.
..أوروبا وأمريكا: شركاء في الجريمة ..
لا تختلف السياسة الأوروبية عن الأمريكية في دعمها الكامل لإسرائيل، فمع أن بعض القادة الأوروبيين يطلقون بيانات "استنكارية" بين الحين والآخر، إلا أن الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي مستمر دون توقف. الاتحاد الأوروبي يقدم لإسرائيل تكنولوجيا السلاح، والتمويل، والحماية الدبلوماسية في المحافل الدولية، بينما يُترك الشعب الفلسطيني يواجه الموت والتهجير تحت ذريعة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"!
.. خدعة "شعب بلا سلاح"..
يزعم البعض أن الفلسطينيين "بلا سلاح"، لكن الحقيقة أنهم شعب يواجه أحدث الأسلحة الأمريكية بصمود إنساني وأحجار. المقاومة الفلسطينية ليست مجرد مسألة عسكرية، بل هي قضية عدالة، فكيف يُطلب من شعب تحت الاحتلال منذ عقود أن يبقى صامتاً بينما تُسرق أرضه وتُهدم بيوته ويقتل أطفاله؟
.. الدين ليس غطاءً للجرائم ..
اللعبة واضحة .. استغلال الدين لتبرير السياسات العدوانية . ترامب وغيره من الساسة الذين يتلاعبون بالمشاعر الدينية هم أخطر من المحاربين العسكريين، لأنهم يحولون الصراع من قضية حقوق إنسان إلى حرب دينية مزعومة.
على العالم أن يفيق من هذه الخدعة، وأن يدرك أن القضية الفلسطينية ليست صراعاً بين أديان، بل بين محتل وشعب يناضل من أجل حريته. الدين يجب أن يكون عامل عدل ورحمة، وليس سلاحاً بيد الطغاة لكنهم يريدونها دينية هؤلاء المتصهينون .