الإثنين 5 مايو 2025 04:50 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور فتحي الشرقاوى يكتب : ليه باب النجار مخلع ؟!

دكتور فتحي الشرقاوى
دكتور فتحي الشرقاوى

لو تصادف وقابلت احد مصممي الازياء ،ستجد أن ملابسه في الغالب عاديه وبعيدة عن أحدث خطوط الموضة وأفضل مصممي الموبيليا قد تجد اثاث بيته عادي وأقل من العادي وبعيد كل البعد عن الأثاث الراقي الذي يقوم بصناعته في ورشه و أمهر سباك قد تجد زوجته تعاني الويل من سباكة شقتها اللي ضاربه وأفضل ميكانيكي سيارات قد تجد زوجته وعياله ريقهم نشف من كترة شكوتهم من عربياتهم البايظه وأفضل شيف في الدنيا قد يتهافت على اطعمته الناس ،قد تجد أكله في بيته نمطي جدا ونادرا مايقوم بعمل وجبات جديدة لاهل بيته ،و أفضل معلمة حضانه قد تجدها متوترة مع أولادها ومش طايقاهم
ولا طايقة تذاكر لهم ،خدوا من هذه الامثلة الكثير والكثير في كافة جوانب حياتنا ، قد تكون فيلسوف وكاتب مرموق وتعشق الكتب والمراجع ،ولو دخلت في دماغ مراتك وشوفت بتفكر تخلص ازاي من الكراكيب دي بمجرد اتكالك على الله لأتضحت المسألة ، الأمر الذي يطرح أمامنا السؤال ليه ⁉️ هو ليه المتميز في جانب ما،عادة مايكون المقربين له أبعد ما يكون عن الشعور بهذا التمايز والفوائد المرتبطة به⁉️ ولدينا مثل شعبي في تراثنا المصري يقول (باب النجار مخلع) واحد تفسيرات هذا السؤال أن القريبين من الشخص المتميز ( مراته وأولاده).في الغالب قد لا يدركون أهمية و مدى تمايز أبيهم ، على حين ان القاصي والداني البعيدين عنهم، قد يقدروه ويثمنون مالديه من تمايز ونبوغ ، ومع تكرار الإشادة الخارجيه والإهمال والتغاضي الداخلي منهم ،
تبدأ دافعيته للحفاظ على صورة ذاته مع من يقدرونه( الإجابة في صنعته) ،مع الاقلال التدريجي من اظهار تلك الصورة التي لا تجد لها تقديرا أو اعتراف. ،وإذا أردنا الخروج من هذا الموقف المزدوج ،فلا سبيل لدينا سوى اقناع أهل وأقارب المتميز والشاطر ،بأن يضعون في دائرة التقدير قليلا ،حتى يتسنى له استعادة صورته المفقودة والضائعة لتقديره لذاته هل ادركتم الآن سبب تجويده وشطارته في إنتاج بضاعته للاخرين وتوقفها عند القريبين منه،، وكأن لسان حاله يقول له ( أعمل ليه وأجود ليه وأطور ليه إذا كان هم مش عارفين قيمتي) ( أنا أعمل للي بيعرف قيمتي ويقدرها )
وبمرور الوقت تتحول دافعيته الضعيفة إلى اهمال ثم امتناع ثم رفض عن مشاركته في تصليح بابه المخلع، وهنا مربط الفرس والكلام،لو الناس اللي حوالين النجار ( مراته وعياله) حسسوه بشوية قيمة من اللي بياخدهم من بره ، ويعرفوا قيمته و قدره ويثنوا عليه ويمدحوه، ،صدقوني ستكون النتيجة مدهشه هنلاقيه وقتها بدل ما يقوم بتصليح الباب المخلع،ممكن نجده قام ورماه وتخلص منه وصنع باب تاني من أجمل ما تكون الصنعة والتشطيب ، لكي يرى ذاته الشاطره في عيونهم وتعبيرات ونظرات عينيهم له.هل عرفنا الآن أيضا معنى المثل الشعبي الشيخ البعيد سره باتع ومزمار الحي لا يطرب، ولا كرامة لنبي في وطنه(امتدحوا القريبين منكم) تاخدوا منهم أجمل الأشياء ..عن نظرية توقع الاخرين لنا..اتحدث
علم النفس علم للحياة
مجردخاطره

ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس
جامعة عين شمس