الثلاثاء 1 يوليو 2025 11:24 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

رئيس جنوب السودان يستقبل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لبحث سبل تعزيز تنفيذ اتفاق السلام

سلفا كير
سلفا كير

استقبل فخامة **سلفا كير ميارديت**، رئيس جمهورية جنوب السودان، اليوم الثلاثاء، في قصر الرئاسة بجوبا، السيد **محمود على يوسف**، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وذلك في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين المنظمة القارية ودولة جنوب السودان، خاصة فيما يتعلق بمسار تنفيذ **اتفاقية تسوية النزاع (R-ARCSS)** التي تم التوصل إليها قبل عدة سنوات بهدف إنهاء الصراع السياسي والأمني الذي عصف بالبلاد.

وخلال اللقاء، الذي حضره عدد من كبار المسؤولين في الدولة، ناقش الجانبان آليات دعم تنفيذ الاتفاقية، والتحديات التي تواجه عملية السلام والمصالحة الوطنية، وأكد الطرفان على ضرورة **الالتزام الجماعي بتحقيق الاستقرار المستدام** في جنوب السودان، عبر الحوار البنّاء والتعاون متعدد الأطراف.

وقال بيان رسمي صادر عن المفوضية الإفريقية إن المحادثات ركزت على "تعزيز تنفيذ اتفاقية تسوية النزاع في جنوب السودان"، مشيدًا بـ"الدعم الثابت الذي يقدمه الاتحاد الإفريقي للشعب السوداني الجنوبي في بناء مستقبل آمن ومستقر".

---

### **التركيز على الانتخابات والتهدئة المجتمعية**

وتأتي زيارة رئيس المفوضية الإفريقية في ظل تصاعد التحديات السياسية والأمنية في البلاد، وفي ظل تحضيرات الحكومة الانتقالية لإطلاق المرحلة الانتخابية المقبلة، التي تُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة على تجاوز انقساماتها الداخلية وبناء مؤسسات ديمقراطية قوية.

وفي هذا السياق، التقى محمود على يوسف أيضًا مع **السفير منداي سيمايا كومبا**، وزير الخارجية والتعاون الدولي بجنوب السودان، حيث تناولت المباحثات آخر التطورات السياسية في البلاد، وضرورة **تهيئة البيئة المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة**، إلى جانب تعزيز التماسك المجتمعي ومواجهة خطاب الكراهية والعنف الطائفي.

وأكد الوزير كومبا أن حكومة الوحدة الوطنية تلتزم بتنفيذ كافة بنود الاتفاقية، وأنها تعمل بجد لضمان توفير المناخ الملائم للانتخابات، مشيرًا إلى أهمية دور الاتحاد الإفريقي والشركاء الدوليين في دعم هذه الجهود.

---

### **الاتحاد الإفريقي: شريك استراتيجي في تحقيق السلام**

من جانبه، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي عن تقديره للجهود التي تبذلها الحكومة الانتقالية في جنوب السودان، مشددًا على أن المنظمة القارية ملتزمة بأن تكون **شريكًا استراتيجيًا ومرافقًا لجنوب السودان** في رحلته نحو السلام الدائم.

وقال يوسف:
> "الاتحاد الإفريقي يواصل لعب دور محوري في دعم تنفيذ اتفاق السلام، من خلال تسهيل الحوار بين الأطراف، وتقديم الدعم الفني واللوجستي، والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان استدامة السلام في جنوب السودان."

وأضاف أن الاتحاد يولي اهتمامًا خاصًا لمسار **المصالحة الوطنية الشاملة**، باعتبارها حجر الأساس لتحقيق التنمية والاستقرار في المستقبل، مؤكدًا أن المنظمة لن تتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم اللازم لتوفير الحماية للمدنيين، وتعزيز الحوكمة، وبناء الثقة بين الفرقاء السياسيين.

---

### **التحديات لا تزال قائمة.. والمجتمع الدولي يراقب**

وعلى الرغم من مرور عدة سنوات على توقيع اتفاقية تسوية النزاع، إلا أن جنوب السودان لا يزال يواجه تحديات أمنية وإنسانية كبيرة، تتمثل في **الانقسامات السياسية، وانتشار السلاح، وسوء الوضع الاقتصادي، وتدهور الخدمات الأساسية**. وتشير العديد من التقارير الدولية إلى أن تنفيذ الاتفاقية يسير ببطء، مما يثير مخاوف لدى الشركاء الدوليين من أن يؤدي التلكؤ إلى **عود جديدة للتصعيد الأمني والسياسي**.

ويرى محللون أن زيارة رئيس المفوضية الإفريقية تأتي في وقت حرج، وتحمل رسالة واضحة من الاتحاد إلى جميع الأطراف المعنية، مفادها أن **السلام ليس خيارًا بل ضرورة وجودية**، وأن استمرار حالة الانقسام قد يهدد مستقبل الدولة الفتية ويعرضها لمخاطر الانهيار المؤسسي الكامل.

---

### **الخطوة القادمة: دفع العملية الانتخابية وتعزيز الرقابة الدولية**

ويتوقع أن تشهد الفترة القادمة **دفعًا أكبر للعملية الانتخابية**، بدعم من الآليات الإقليمية والدولية، مع التركيز على **إعادة ترتيب المشهد الأمني، وتسريح الجماعات المسلحة، وتعزيز دور المؤسسات الدستورية**.

كما تتجه الأنظار إلى **الاجتماعات المتوقع عقدها في الأسابيع القادمة بين الشركاء الدوليين**، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمات إقليمية أخرى، لمناقشة وضع خطة موحدة لدعم المرحلة الانتقالية في جنوب السودان، والتحضير لمرحلة ما بعد الانتخابات.

---

### **خاتمة**

تُعد زيارة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى جنوب السودان بمثابة **إشارة قوية لاستمرار الاهتمام القاري بالملف الجنوب سوداني**، كما تؤكد أن السلام في جنوب السودان ليس قضية داخلية فقط، بل هي قضية إقليمية وقارية وأيضًا دولية.

وفي الوقت الذي تستمر فيه التحديات في التكاثر، فإن **الفرصة لا تزال متاحة أمام الأطراف المتنازعة لاختيار الحوار بدلاً من العنف، والبناء بدلاً من الهدم، والوحدة بدلاً من الانقسام**، وهو ما يتطلب إرادة سياسية حقيقية ودعمًا فنيًا ولوجستيًا مستمرًا من الجهات الدولية والإقليمية المعنية.

---

سلفا كير جنوب السودان