الثلاثاء 6 مايو 2025 08:23 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

شبراوى خاطر يكتب : أمريكا... واللعب على الحبلين بسلاح العلاقات العامة.

الكاتب الكبير شبراوى خاطر
الكاتب الكبير شبراوى خاطر

وهذا دأب وأسلوب حياة أبناء ماما أمريكا، فكما تبيع الاسلحة التقليدية للأطراف المتنازعة، تفعل نفس الشئ بالدبلوماسية البراجماتية ونفس الشئ بسلاح العلاقات العامة.

لا شك بأن القوة التي تحظى بها الولايات الأمريكية كدولة لتحاول السيطرة بها على العالم، مستفيدة من أنخداع العالم بمظاهر هذه القوة، قد أضفت مزيد من القوة والمكانة لقطاع العلاقات العامة الأمريكية. ومهدت الفرصة لشركات العلاقات العامة الأمريكية لكسب عقود عديدة من دول العالم المختلفة بما يخص استشارات العلاقات العامة السياسية واقتصادية ودبلوماسية ومن أجل تجييش تحالفات وتكوين جماعات ضغط للتأثير في الرأي العام الأمريكي منعدم الوزن.

وآخر هذه الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مؤخراً مع شركة "جافلين أدفايزرز" على تقديم خدمات استراتيجية واستشارية "لجمهورية باكستان الإسلامية"، التي توشك على الدخول في حرب مع الهند وبدافع هذا التهديد. حيث تتصاعد التوترات في أعقاب لهجوم الإرهابي الذي وقع في 22 أبريل/نيسان وأسفر عن مقتل 26 رجلاً في الجزء الخاضع للحكم الهندي من كشمير.

وبهذه الاتفاقية، ستحصل "جافلين" على راتب شهري قدره 50 ألف دولار أمريكي لمساعدة باكستان على إقامة شراكات اقتصادية طويلة الأمد وتحالف قوي مع القطاع الخاص الأمريكي والحكومة الأمريكية، وذلك وفقًا لاتفاقية أُبرمت في 24 أبريل/نيسان. وتعمل الشركة كمتعاقد مع شركة سايدن للمحاماة.
والمثير هو ما يدور في دهاليز مهنة العلاقات العامة الأمريكية على وجه الخصوص، وارطباتها بمكاتب المحامة والاستشارات القانونية الكبرى في أمريكا على غرار فيلم "حليف الشيطان" لآل باشينو. ومن المعلوم للمهتمين بمهنة العلاقات العامة والعلاقات الدبلوماسية أن معظم المقربين من البيت الأبيض أو الكونجرس الامريكي يقومون بتأسبس شركات للعلاقات العامة وخدماتها المطاطية لإستغلال الصلات القوية القائمة مع صنّاع القرار داخل أروقة الحكومة الامريكية وأجهزتها التشريعية والنيابية، والأمر ربما يخفى أكثر مما يكشف عن طبيعة تلك العلاقات والتي تُعرض للبيع جهاراً نهاراً. وعلى سبيل المثال شركة 'جافلين' هذه قد أطلقها مستشارا ترامب السابقان، 'كيث شيلر' و'جورج سوريال'، في ديسمبر الماضي. وحسب موقع ومجلة "أودواير" للعلاقات العامة الأمريكي، كان 'شيلر' مدير العمليات في المكتب البيضاوي، ورئيسًا لقسم الأمن المؤسسي في منظمة ترامب لفترة طويلة. وكان 'سوريال' نائب الرئيس التنفيذي ومستشارًا قانونيًا في منظمة ترامب، ومؤلف كتاب "الصفقة الحقيقية"، الذي يتناول تجاربه في العمل مع ترامب.
هذا الحبل الأول، بينما الحبل الثاني هو أن جمهورية الهند قد عززت هي الأخرى علاقاتها مع ترامب. ووقّعت عقدًا لمدة عام واحد مع شركة
SHW Partners
براتب شهري قدره 150 ألف دولار.
وهي شركة 'جيسون ميلر'، المتحدث الرسمي باسم ترامب خلال حملته الرئاسية لعام 2024، ومستشاره خلال حملته الانتخابية لعام 2020.

والمتابع الجيد لأخبار قطاع العلاقات العامة الأمريكية سوف يدرك بأن الدول العربية تعتبر من أكثر الحكومات الأجنبية تعاقداً واعتمادا على خدمات العلاقات العامة والتي أسميتها، حروب العلاقات العامة العربية على الأراضي الأمريكية"

والمحزن والمخزي في الأمر أنه وعلى الرغم من الكم الهائل لترليونات الدولارات النفطية التي يمتلكها العرب، ليس لدينا شركة علاقات عامة عربية واحدة يمكننا الاعتماد عليها، ولكن "نيجي في الهايفة ونتصدر".