وليد نجا يكتب : أمي أمراة مصريه رمز العطاء والصفاء النفسي


أعيش حياه وتيرتها مابين عسر ويسر وأهم مايميزها هو تصالحي مع نفسي بعد تجارب حياتيه عديدة وخبرات متراكمه وكلما انتقلت من مرحلة عمرية إلى مرحلة عمريه أخرى أدركت اني كنت أحتمي وراء جبل اسمه المرحوم أبي رحمه الله عليه وكلما تعسرت في الحياه أدركت قيمه وحكمه أمي امدها الله تعالي بالصحة والستر وفي لحظة تواصل ما بين الأجيال مع أفراد أسرتي قصصت عليهم المعنى الحرفي لمفهوم الزواج من بنت الأصول من قصة طفولتي وطريقة تعامل والدتي معنا جميعا قبل ظهور عصر السوشيل مديا وكيف كانت تتعامل مع والدي فلم اسمعها تقول لأبي كلمات حب ورومانسية ولكن أفعالها حنانها معا جميعا وحتى الآن تدرس لزوجات عصرنا الحالي وتدل على الحب والحنان للجميع فعند توزيع الطعام كانت تميز ابي حبا واعترافا بكونه عمود البيت فلم تعلمنا أمي كيفه احترم ابي رحمه الله عليه ، لكنها كانت مثال حي للأم المصريه رمز العطاء والصفاء النفسي فكانت لا تجهز مائده الطعام حتى يرجع والدي إلى المنزل ، ولا تشرب قبل ان يشرب ولا تمد يدها ونحن معها على الطعام قبل ان يمد والدي رحمه الله يده هو ، وكنا نجتمع على مائدة الطعام وأمام شاشة التلفزيون نتابع المسلسل العربي واتذكر سهرة يوم الخميس ومشاهده الفيلم العربي الذي كان يعبر عن القيم المصريه ويظهر الصراع بين الخير والشر ويظهر كيف ان الخير دائما منتصر.
ولم يكن التليفون المحمول قد ظهر ونحن أطفال فكانت امي تعبر عن قلقها بغياب ابي بالجلوس عند الباب الخارجي للمنزل قبيل موعد عودته وتبتسم كأنها طفله صغيرة عند عودته وتذهب خلفه أينما ذهب لتلبيه مطالبه وتردد الدعاء له بعد صلاتها وتدعو لنا بصلاح الحال والأحوال ، وعندما يرتاح ابي ويغير ملابسه ويصلي تبدأ أمي في تجهيز مائدة الطعام ولاتجلس حتى يجلس الجميع ودائما تحدثنا عن أحترام النعمه وعدم الأفراط وعندما يرتاح والدي بعد تناول الطعام والدتي كانت تفرض علينا حظر تجول حتى يستيقظ، ورغم ان والدتي كانت موجهه بالتربيه والتعليم لم أراها يوما تحكي عن مشاكلنا و دروسنا لولدي حتى لاتجهده وكانت تحمل مسؤليه البيت كامله، وعند كلامها مع والدي تناديه بابو مصطفى اسم أخي البكري.
وفي فترة مرض ابي كانت أمي تجلس بجواره وتصمم ان تطعمه بيدها كطفل صغير وبالرغم من قيامي انا وزوجتي واولادي بذلك كانت تصر أمي على أطعامه وكنت أشفق عليها لمرضها، وقد تعلمنا جميعا احترام ابي من حكمة امي واحترامها لهُ كنا نتعلم بالمشاهدة لا بالكلام كنا نراها تطبق الاحترام لابي عمليًا ، فكنا مجبرين ان نحترم ابي ونحبه فامنا كانت تصنع لهُ هيبة بيننا ، تبجلهُ وتمجدهُ ، ونحن نفعل ما تفعله امي ، نحن كنا اطفال ، لذلك نفعل ما تفعل هي ،
لذلك انصح الجميع بأختيار الزوجة الصالحة ، لأن الزوجة الصالحة تربي اطفالها كثيرًا وتزرع فيهم المبادئ والقيم والأخلاق بحسن خلقها فتعلم اطفالها الأحترام والتقدير لوجودك كأب لذا إختاروا الصالحات ، واظفروا بذات الدين تربت يداكم.
وبعد وفاه حضر المرحوم المحترم ابي وجدنا البر في والدتي في دعائها لأبي وإخراجها الصدقات وتعميرها المساجد والكثير من أعمال الخير رحمه ونور على روح ابي.
ان الحب الفطري عند الأب والأم من نواميس الطبيعة يضعه الله سبحانه وتعالى في القلوب مع نزول الروح للجنين في بطن الام.
ونصيحه مخلصه للجميع اشبعوا من ابوكم وامكم وتذكروا دائما الحكمه التاليه " كما تدين تدان" فبر الوالدين يورث قاعدة الهيه فمن زرع حصد حفظ الله والديكم و امهاتكم ورحم من توفى منهما وأطال عمر من بقى على قيد الحياه، اللهم ارحم ابائنا وأمهاتنا جميعا واسكنهم الفردوس الاعلى من الجنة