الخميس 8 مايو 2025 05:03 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د.كمال يونس يكتب: وقفة عند وهم تعبير مسرح مابعد الدراما

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

مسرح ما بعد الدراما تعبير لا يرقى كي يحظى بصفة مصطلح ، مع النظر إليه وكأنه منفصل وليس امتدادا لمسرح ما بعد الحداثة المرادف له بمعينهما وروافدهما الفكرية الواحدة ، إذ أنه تعبير هلامي مضطرب متناقض مشتت ، موقفه من الدراما غير محدد ولامنطقي، كنبتة طفيلية مثل الهالوك والحامول تلك النباتات الضعيفة التي تلتف حول سيقان النباتات فتخنقها ، إنه يعبث بالعلاقات بين أفراد العمل الكاتب المخرج الممثل من جهة والجمهور من جهة أخرى مما يسم الصورة ككل والمحصلة بالتشظي لفقدان الترابط والتنافر والتشتت ، وهذا ما جعل الحال يبدو بصورته القاسية من هجران الجمهور للمسارح ، وفقدان الشغف بفن المسرح نتيجة لتعالي وتفيقه ثلة مهيمنة من الأكاديميين بنظرياتهم السطحية المتمردة الثائرة، والفنانين الممارسين لمجرد مللها من رسوخ أصوله واستقرارها على مدى تاريخه ، ليس تجديدا ولا تحديثا ولكن الضرب برعونة بمعاول هدم في أساس البنيان المسرحي ، ظنا تفاها أرعنا منهم بأنه يعني في جوهرة الانفصال عن النص ألدرامي .
في البدء كانت الكلمة فمن ذا يعادي الأصول ، من ذا الذي ينكر البديهيات ، مابعد الدراما بأي معنى مرحليا أو فنيا.، مسرح ما بعد الدراما محاولة تقطيع أواصر الصلة بين عناصر المسرحة ، الاهتمام ببعضها وإعلاء قدره وقيمته من مكونات الصورة المسرحية ( السينوغرافيا) مع ميوعة توضيح علاقة النص بالمسرحة من جهة وعلاقة الممثلين والمخرج من جهة ثانية ، ثم ثالثا والأهم علاقته ومردوده على الجمهور .

4a0586717910.jpg