ترامب يبدأ جولته الأولى بالشرق الأوسط.. البيت الأبيض: الزيارة تهدف لتعزيز السلام والرخاء في المنطقة


أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بدأ أولى جولاته الخارجية منذ عودته إلى سدة الحكم، بزيارة إلى منطقة الشرق الأوسط، تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتصاعد الخلافات بين عدد من الدول المجاورة. وأكد المتحدث باسم الإدارة الأمريكية أن الزيارة تهدف إلى تعزيز السلام والرخاء في المنطقة، وفقًا لرؤية ترامب التي تركز على الشراكات الاقتصادية والأمن المشترك.
وتأتي هذه الجولة في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تغيرات كبيرة بعد سنوات من الانسحابات الدبلوماسية والسياسات الحمائية التي طبقتها الولايات المتحدة خلال فترات سابقة. وتشمل الزيارة محطات رئيسية مثل الشرق الأوسط، حيث تسعى إدارة ترامب لإعادة ترتيب الأولويات الاستراتيجية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع حلفاء تقليديين ومواجهة التهديدات المشتركة.
في بيان رسمي، أوضح البيت الأبيض أن ترامب وقع اتفاقًا اقتصاديًا تاريخيًا مع المملكة المتحدة، يهدف إلى دعم الأمن القومي للدولتين، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية. وأشار البيان إلى أن هذا الاتفاق يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تقوية التحالفات الاقتصادية كوسيلة لضمان الاستقرار السياسي.
ورغم الحديث عن انفتاح اقتصادي، أكد البيت الأبيض أن إدارة ترامب لن تقدم على خفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بشكل أحادي، مشيرًا إلى استمرار تطبيق رسوم بنسبة 10% على بعض السلع البريطانية، باعتبارها خطوة ضرورية لحماية الصناعة الأمريكية وتحقيق توازن تجاري عادل.
وفيما يتعلق بالصراعات الإقليمية، ذكر البيت الأبيض أن وزير الخارجية ماركو روبيو يجري اتصالات مكثفة مع كل من الهند وباكستان، في محاولة للتوسط بين البلدين وخفض حدة التوترات بينهما. وأضاف البيان أن الرئيس ترامب يرغب في التهدئة السريعة بين الجارتين النوويتين، خاصة في ظل المخاوف من تحول أي صراع محلي إلى أزمة دولية قد تخرج عن السيطرة.
وتتزامن هذه التحركات مع تصاعد التوتر بين الهند وباكستان في الآونة الأخيرة، نتيجة لعدد من الحوادث الحدودية وتبادل الاتهامات حول دعم الجماعات المسلحة في المناطق المتنازع عليها. وقد حذر عدد من الخبراء من أن أي تصعيد مستقبلي بين البلدين قد يؤدي إلى كارثة إنسانية وإقليمية غير مسبوقة.
ويرى مراقبون أن اختيار ترامب للشرق الأوسط كوجهة أولى له يعكس أولويات إدارته الجديدة، والتي تضع الاقتصاد والأمن في قلب السياسة الخارجية، وتسعى لبناء شراكات متينة مع الدول الصاعدة في آسيا وأفريقيا، بعيدًا عن النهج الذي كان يركّز على التدخلات العسكرية المباشرة.
وبالتزامن مع ذلك، بدأت الولايات المتحدة في إعادة تفعيل عدد من المبادرات الاقتصادية في القارة الإفريقية، بما في ذلك مشاريع البنية التحتية والطاقة التي تم تعليقها في السنوات الماضية، وهو ما يُعد جزءًا من استراتيجية ترامب لإعادة تعزيز النفوذ الأمريكي في العالم المتغير.
---
### الخلاصة:
زيارة ترامب للشرق الأوسط ليست مجرد تحرك دبلوماسي عابر، بل هي مؤشر على بداية مرحلة جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية، تجمع بين استخدام الاقتصاد كسلاح ناعم، واستخدام الضغوط السياسية لتوجيه العلاقات الدولية. وبينما تستمر الإدارة في تبني سياسة "أمريكا أول"، فإن تركيزها على الشرق الأوسط وجنوب آسيا يشير إلى محاولة للعودة إلى دور أممي أكثر تأثيرًا، لكنه مختلف في الأسلوب والمنهجية.