د.كمال يونس يكتب: أمومتي


ألا تخجل من نفسك؟! ،ألا تراعي كونك أبا لصبي على عتبة الشباب ،وثلاث بنات أكبرهن سبع سنوات ،دعك من هذا كله أنت لم تخني بل خنت أمانتك أمام الله، صرت مضرب المثل في المراهقة ومطاردة الفتيات والنساء ،اتق الله في سمعتك ،لاتنطق بحرف لن أطالبك بالطلاق فلدي ولد وبنات لا أريد لهم إن يواجهوا العالم بأية شائبة تتعلق بأسرتنا ، الولد سمع محادثتك على الهاتف ولم أستطع أن أبرر فعلتك ،لكنني أخبرته أنها مع أحد معارفك ، وأدعيت أنني أعرفها ،وأنك دائما تمزح معها تمزح معها ،أعلم أن ابني لم يصدقني ولم أسمح له بالتحدث عن هذا الموضوع ثانية ،فليكن طلاقنا بيننا وفقط ولن أعلنه لأحد ،لاتغادر الفيلا هناك متسع لنا جميعا ،ولكن لن يكون بيننا أبدا مابين الزوجة والزوج، وكنت دائما بطرحتي وملابسي المحتشمة أعلم أنني أجنبية عنك ،ولن نتشاجر أمامهم ، وتمضي الأيام والبيت على مايرام ،تجمعنا سفرة الطعام ووقت تناول طعام الغداء،وأعياد ميلاد الأولاد ،ولاحظ الأبناء فتور علاقتنا ولكنهم كانوا مشغولون بدراستهم وتفوقوا ،كم طلبت مني أن تردني لعصمتك ولن يكتشف أحد شيئا من أهلي أو أهلك الذين قد أخفيت عنهم مابيننا ، تزوج ابننا وبناتنا وها أنت الآن طريح الفراش مصابا بورم خبيث استفحل ومرضتك بكل أمانة، وحين عرضت أختك الوحيدة التي أخبرتها بنفسك عن سرنا أن تأخذك لبيتها حيث تقيم بمفردها لتقوم على خدمتك نهرتها ،وأقسمت بالله أنني لم أقصر في حقك ،وصعدت روحك لبارئها ،وماذكرتك طوال حياتي إلا بكل خير أمام أبنائك ، نعم لقد اعترفت لهم بذنبك وإجرامك في حقي بين ذهولهم الذي استفاقوا منه بسرعة إذ فسر لهم فتور علاقتنا ،وها أنذا الآن أحيا وحيدة سعيدة بابني وبناتي ومراكزهم المرموقة، انتظر زياراتهم المتباعدة لظروف سفرهم لأطفيء لظى أشواقي إليهم وإلى أحفادي ، ويكفيني أنني حولت طاقة غضبي منك إلى طاقة بناء ونجحت أن أكون أما لم تحطم صورة الأب في عين أبنائه ، وأما الزوج الخائن فلقد سقط من نظري للأبد ولم أعد لعصمته لتماديه و تقلبه بين نزواته وحرق أعصابي ،ولكنني قمت بأمانتي كامرأة هي أم أولا وأخيرا .