حكايات مصيرية
الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : ”تيك توك والانهيار الأخلاقي:


في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، برز تطبيق "تيك توك" كمنصة شهيرة بين الشباب والمراهقين، حيث يتيح مشاركة مقاطع فيديو قصيرة تتنوع بين الترفيه والتحديات. إلا أن هذه المنصة أثارت جدلاً واسعًا بسبب المحتوى الذي يُعتبره البعض مخلًا بالقيم والأخلاق، مما دفع بعض الدول إلى حظرها أو تقييد استخدامها.
"تيك توك": من الترفيه إلى الانفلات الأخلاقي
في البداية، كان "تيك توك" يُنظر إليه كوسيلة ترفيهية بريئة. لكن مع مرور الوقت، بدأت تظهر مقاطع تحتوي على محتوى يُعتبر غير لائق أو مخلًا بالآداب العامة، مما أثار قلق الأسر والمجتمعات. وقد أشار تقرير لصحيفة "الغارديان" إلى أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "تيك توك"، تُسهم في تضخيم المحتوى الذي يحتوي على كراهية النساء، مما يؤدي إلى تطبيع الأيديولوجيات الضارة بين الشباب.
دول تحظر "تيك توك" لحماية مجتمعاتها
استجابةً للمخاوف المتزايدة، اتخذت بعض الدول إجراءات صارمة ضد "تيك توك":
- الهند: حظرت التطبيق في يونيو 2020، مشيرةً إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي وحماية بيانات المستخدمين.-
- الولايات المتحدة: هددت بحظر التطبيق ما لم يتم بيع حصته من قبل الشركة الأم الصينية "بايت دانس"، بسبب مخاوف من إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين الأمريكيين.
*فرنسا*: في عام 2023، حظرت الحكومة الفرنسية استخدام "تيك توك" على أجهزة الموظفين الحكوميين، مشيرةً إلى مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني.
الآثار النفسية والاجتماعية على الشباب
أثارت بعض الدراسات قلقًا بشأن تأثير "تيك توك" على الصحة النفسية للمراهقين. ففي فرنسا، قامت عائلات بمقاضاة "تيك توك" بعد انتحار أبنائهم، مدعين أن المحتوى الضار على المنصة ساهم في تدهور حالتهم النفسية.
دعوة للتحرك قبل فوات الأوان
في ظل هذه التحديات، يصبح من الضروري اتخاذ خطوات فعّالة للحد من التأثيرات السلبية لـ"تيك توك":
- توعية الأسر: بأهمية مراقبة المحتوى الذي يتعرض له أبناؤهم على المنصات الرقمية.
- تفعيل الرقابة* من قبل الجهات المختصة على المحتوى المنشور، وضمان توافقه مع القيم المجتمعية.
تعزيز التربية الرقمية: في المناهج التعليمية، لتوعية الشباب بمخاطر الاستخدام غير المسؤول للتكنولوجيا.
إن الحفاظ على القيم الأخلاقية في مجتمعنا يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، لضمان بيئة رقمية آمنة ومناسبة لجميع أفراد المجتمع.