المستشار أحمد النجار يكتب: الفزاعة والمحلل


منذ تكوين جماعة الإخوان المتاسلمة ؛
على يد الاستعمار الإنجليزى فى عشرينيات القرن الماضي..
تم اجهاض الوعى الوطنى لدى الشعوب العربية والإسلامية ؛
التى كانت تنشد التحررمن الاستعمار البريطاني والفرنسي ..
وكانت حركات التحرر الوطني أيامها؛ تعتمد على معانى الانتماء للوطن عبر الفطرة السليمة للمواطن العربي ..
وعبر الولاء الشعبى الطبيعى للأرض والمجتمع والتاريخ والمصير المشترك؛ بغض النظر عن دعوات الانغلاق على الانتماء الدينى ؛
أو الاستسلام للنزعات العرقية أو الطائفية والمذهبية..
وبعد أن تحررت هذه الشعوب؛
ووثب على مقاعد الحكم فيها أنظمة عسكرية رفعت شعارات الاستقلال والتحرر ؛
دون أن تقترن هذه الشعارات الحنجورية بثمة عناصر مادية حقيقية على أرض الواقع المعاصر..
إذ ناهضت الحريات ؛
كما تعددت لديها اشكال الاستبداد السياسي والفساد..
الأمر الذى وضعها فى حالة تحدى و مواجهة؛
مع مستويات الوعى السياسى الوطنى لدى الشعوب المعنية ..
ومن ثم فقد وجدت ضالتها فى هذه الجماعات المتاسلمة العميلة؛
التى كانت بمثابة فزاعة؛
تضمن لهذه الأنظمة أن تظل جاثمة فوق أعناق شعوبها لأطول مدة ممكنة ..
والأخطر من ذلك...
إنها كانت تستخدمها (كمحلل) لتمرير استبدادها وفسادها ؛
بل ومنحها عناصر الشرعية؛ التى تعتمد على تزييف الوعى لدى هذه الشعوب العربية..
ومن ثم كان من الطبيعى أن تتقبل وجود الاحتلال الإسرائيلي والتركى فى سوريا ؛
طالما كان النظام السوري يحكمها باللحية والعمامة والشعارات الدينية . ..
وكان الوجود الأمريكى العسكرى فى قطر؛
لايمثل سوى سياج حماية للعرش القطرى الذى يرعى الاسلام التى تحتكره هذه الجماعات...
وكانت الخزانة الأمريكية أيضا هى الأحق والأولى بأموال السعودية والإمارات..
وكان طبيعيا أيضا أن تلتهب الحناجر لتحرير فلسطين والاقصى؛
عبر فضائيات الجزيرة ..
ومن فنادق الدوحة ..
وكان من الطبيعى كذلك..
أن تصب هذه الجماهير الغاضبة الاعلى صوتا والاكثر إيمانا ؛جام غضبها على مصر وجيش مصر؛
الذى يحول بإغلاق المعابر دون أن يمكنها من اقتحام الحدود لكى تلقى باسرائيل فى غياهب الجب ..
والسؤال ...
لو لم تكن هذه الجماعات المتاسلمة العميلة متواجدة ..
هل كان مستوى تزييف الوعى السياسى لدى الشعوب العربية والإسلامية قد وصل إلى هذا الحد ؛؛؟