الخميس 10 يوليو 2025 11:42 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : اوسعناه نقداً وراح بالتريليونات... ترامب

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

عنوان المقال مستوحاة من المثل المعروف عن قصة رجلاً من العرب يرعي ابله ولما هجم عليه لصوص أخذوا إبله عنوة حيث لم يستطع مقاومتهم فلما بعدوا عنه صعد اكمة وأخذ يسبهم ويشتم فيهم باقبح السباب، ولما رجع إلى قومه وسألوه عن ماله فقال "اوسعتهم سبأ وراحوا بالإبل" وصار مثلا يضرب لمن ليس عنده إلا الكلام. هكذا حال أكثر الشعوب العربية حيث ليست لديهم ما يستطيعون فعله نحو الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها ترامب بخصوص صفقاته التريلويونية والتي نجح في إبرامها خلال زيارته الحالية لبعض دول الخليج العربي في ظل تأييد أمريكا إن لم يكن مساهمتها في ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة في غزة وفلسطين بالعموم.

وكانت سذاجة البعض في بلادنا العربية قد جعلتهم يفرحون ويهللون علي نغمة وهم خلاف ترامب مع نتنياهو حيث شاعت في المواقع والإعلام موجة تريد أن تجعل الشعوب العربية تصدق هذا وكما لو أن ترامب سوف يبعد عن نتنياهو بالتزامن مع القرب من العرب وحبهم، وقد سبق ذلك العشق والحب المفتعل للعرب بعض الدلالات التي سبقت زيارة ترامب للحليخ منها التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين يقضي بوقف الهجمات الأمريكية علي اليمن في مقابل وقف استهداف الحوثيين للسفن الأمريكية في البحر الأحمر ، كما صرح ترامب بأن لا ضربة عسكرية قريبة على إيران وفي ذلك تلميحا لمخالفة اهداف إسرائيل بأكثر ما هو يصب في مصلحة العرب ، ودلالة أخري ايضا وهي تصريح ترامب باستعداده الاعتراف بإسم الخليج العربي رسمياً بدلاً من الخليج الفارسي، أما الدلالة الاكثر مدعاة لتصديق العرب حب ترامب لهم هو تمييزهم بالزيارة الأولي للمنطقة بعد ولايته الثانية دون المرور على إسرائيل.

هل أكل العرب الطعم الذي أكبر الظن تم إعداده بين ترامب وإسرائيل كي يخرج بأكبر مكاسب اقتصادية من الخليج ولا نستبعد حصول إسرائيل علي جزء من تلك الصفقات في أشكال مختلفة ناهيك عما تقوم به امريكا من دعم غير محدود والذي تناله إسرائيل منذ قيامها مهما كان إسم الرئيس الأمريكي الذي يتواجد في البيت الأبيض.