دكتور رضا محمد طه يكتب : تناول الدجاج هل يزيد من خطر السرطان ؟

دراسة جديدة أجراها باحثون من جنوب إيطاليا ونشرت مؤخرا في مجلة نيوتريننس Nutrients كشفت نتائجها أن تناول 300 جرام من الدواجن أسبوعياً مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي بنسبة تصل إلى 2.3% مع ارتفاع ملحوظ لدى الرجال بنسبة 2.6% . أثارت تلك النتائج قلق المستهلكين لأنها على غير ما اعتاد الناس وعرفوه عن أن لحوم الدواجن مثل الدجاج والرومي أكثر صحة كمصدر للبروتين إذا ما قورنت باللحوم الحمراء والمصنعة للبقر وغيرها من الماشية، وكذلك بسبب احتواء لحوم الدواجن على دهون أقل ونسبة البروتين إلي الدهون أعلي من اللحوم الحمراء ، لكن تظل نسبة الكوليسترول فيهما أي الدجاج واللحوم الحمراء متساوية.
أثارت هذه الدراسة الكثير من التساؤلات حول إعادة النظر في الأنظمة الغذائية أم أن نتائج الدراسة مبالغ فيها حيث يجب على المستهلكين الإنتباه إلى كمية الدواجن التي يمكن تناولها بأمان، لأنه لا تزال الأدلة الأوسع تدعم الاستهلاك المعتدل للدواجن كجزء من نظام غذائي متوازن، لذا يجب توخي الحذر عند تفسير نتائج هذه الدراسة ، كما أنه من المعروف أن تطور السرطان أمر معقد حيث يختلف من شخص لآخر ويشمل عوامل متعددة ، منها على سبيل المثال عوامل وراثية وعوامل بيئية والنظام الغذائي والنشاط البدني والسن والتعرض للسموم والالتهابات جنباً إلى جنب التدخين.
فسر الباحثون علاقة تناول الدواجن بالإصابة بالسرطان بأنه يعود إلى طريقة طهيها من حيث نوع الزيوت المستخدمة والتوابل بأكثر من لحوم الدواجن نفسها. وأنه عند شواء الدواجن أو قليها أو طهيها علي درجات حرارة عالية تتكون مركبات مثل الامينات الحلقية غير المتجانسة HCAs والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات PAHs وهي مركبات مرتبطة بزيادة خطر السرطان ، كما توجد أيضا تلك المركبات في اللحوم الحمراء والمصنعة ، من ثم فإن المشكلة تكمن في ظروف الطهي باكثر من نوع اللحم نفسه. وأشار الباحثون إلى مخاطر قطع الدجاج المجمدة فائقة المعالجة "استربس" والمغطاة بالبقسماط والتي تمثل خطورة كبيرة حيث يتم قليها عند درجة حرارة عالية.
ينصح الباحثون الأشخاص الذين يهتمون بصحتهم بشكل خاص أو الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان وحتي يكونوا في أمان وأخذا بالحيطة والحذر بان عليهم استهلاك 200 جرام من الدواجن أسبوعياً لتجنب خطر السرطان ، كما أن عليهم تناول المزيد من الأسماك والبقوليات والبروتينات النباتية.