محمد الشافعى يكتب : تدهور مستوى كرة القدم في مصر.. أين الخلل ؟!


في السنوات الأخيرة، شهدت كرة القدم المصرية تراجعًا كبيرًا على جميع المستويات، سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية أو حتى الدوري المحلي، الذي فقد بريقه وأصبح يتذيل التصنيفات الإقليمية والعالمية. فما أسباب هذا التدهور؟ وما دور اتحاد الكرة ورابطة الأندية المحترفة ووزارة الشباب والرياضة في هذا الانهيار؟
**اتحاد الكرة.. غياب الدور رغم وجود الخبرة
على رأس اتحاد الكرة المصري يقف المهندس ( هاني أبو ريدة ) الذي يمتلك خبرة دولية كبيرة من خلال عمله في الاتحادين الأفريقي والعالمي (الفيفا). ومع ذلك، لم نلمس أي تحسن ملموس في إدارة الكرة المصرية، بل على العكس، أصبح الاتحاد بلا دور حقيقي، تاركًا الساحة لـرابطة الأندية المحترفة التي تتحكم في القرارات الكروية دون وجود رؤية واضحة.
المفترض أن اتحاد الكرة هو الجهة المنظمة والموجهة للكرة المصرية، لكنه أصبح مجرد هيئة شكلية، بينما تُتخذ القرارات المصيرية خارج إطاره، مما أدى إلى ( تخبط في اللوائح ) وغياب التخطيط الاستراتيجي.
**رابطة الأندية المحترفة.. إدارة بلا خبرة
المشكلة الأكبر تكمن في سيطرة رابطة الأندية المحترفة على إدارة الكرة المصرية، حيث يتكون معظم أعضائها من أشخاص لم يمارسوا كرة القدم قط، ولا خبرة لهم في التدريب أو الإدارة الرياضية. كيف يُترك مستقبل الكرة المصرية لأشخاص لا يفقهون في أساسيات اللعبة؟
النتيجة كانت إدارة فوضوية، تلاعب باللوائح، تغيير في أنظمة البطولات دون دراسة، وإهمال كامل لتطوير البنية التحتية واللاعبين. كل هذا تسبب في تراجع الدوري المصري إلى مراتب متأخرة إقليميًا وعالميًا، بعد أن كان من أفضل الدوريات في أفريقيا والشرق الأوسط.
**وزارة الشباب والرياضة.. غياب تام عن الأزمة
أما وزارة الشباب والرياضة ، فدورها يكاد يكون معدومًا أمام هذا الانهيار. لا توجد سياسة واضحة لدعم الكرة المصرية، ولا مشروعات حقيقية لتطوير الملاعب أو اكتشاف المواهب أو دعم الشباب. الوزارة تكتفي بالمشاهدات والتصريحات الإعلامية دون أي إجراءات عملية لإنقاذ الكرة من السقوط.
**كيف يمكن الخروج من الأزمة؟
1_ إعادة هيكلة اتحاد الكرة وتعزيز دوره الفعلي في إدارة الكرة المصرية، مع وضع خطط استراتيجية طويلة المدى.
2 _ إصلاح رابطة الأندية المحترفة بإشراف خبراء في الإدارة الرياضية وليس مجرد رجال أعمال بعيدين عن المجال.
3 _ تدخل جاد من وزارة الشباب والرياضة عبر سياسات دعم حقيقية، واستثمار في البنية التحتية والمراكز الشبابية.
4 _ تطوير منظومة الحكام وتحسين مستوى الدوري عبر لجان فنية متخصصة.
5 _ الاهتمام بالمنتخبات الوطنية والاعتماد على التخطيط العلمي في التدريب والتأهيل.
** كرة القدم المصرية تعاني من تدهور غير مسبوق، والمسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف: اتحاد الكرة العاجز، رابطة الأندية غير المؤهلة، ووزارة الرياضة الغائبة. إذا استمر الوضع على هذا النحو، فمستقبل الكرة في مصر سيكون أكثر قتامة آن الأوان لوقفة جادة قبل فوات الأوان!